جميعنا لاشك يحسن الظن بالله عز وجل، لكن لماذا كثير منا يضع حدودًا لذلك؟.. ألم نعلم أن الله لديه فوق كل ما نحلم؟.. ألا ندري أن حسن الظن وإن كان بنقل الجبال من مكانها فالله قادر على ذلك؟.. ألم نثق في وعد الله عز وجل؟.. فعن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم : يقول الله تعالى : « أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم ، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة»، فكيف بالله يعدنا بذلك، ونحن نغفل ذلك؟.
أين الثقة في الله؟
عزيزي المسلم، أين الثقة في الله عز وجل؟، وبالتالي فإن حسن الظن إنما يكون مع الإحسان فإن المحسن حسن الظن بربه أن يجازيه على إحسانه ولا يخلف وعده ويقبل توبته وإنما المسىء المُصر على الكبائر والظلم والمخالفات فإن وحشة المعاصي والظلم والحرام تمنعه من حسن الظن بربه، إذن علينا أن ندعو أو نسأل الله أي أسئلة مهما كانت ونحن موقنين في الأجابة بلا حدود، وهو ما علمنا إياه نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم: «( ادعوا الله تعالى وأنتم موقنون بالإجابة»، ولما لا وعطاء الله لا يمكن له أن ينفد أبدًا ولو طلب الناس كلهم في لحظة واحدة مطالب جمة كل شخص له طلب غير الآخر، وكما قال صلى الله عليه وسلم: «يد الله ملأى لا تغيضها نفقة سحاء الليل والنهار أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماء والأرض فإنه لم يغض ما في يده».. فكيف بإله هكذا ولا نحسن الظن به؟.
اقرأ أيضا:
شهر الله المحرم.. تعرف على أفضليته وخصوصياته وفضل الصيام فيهملك لا ينفد
ملك الله لا ينفد أبدًا، بل أن العالم أجمع لو طلب طلبًا ما في يومًا وحصل كل شخص على مبتغاه، لكان مثل أن يضع الخيط في البحر ثم نرفعه ثانية، فهل يأخذ من البحر شيئًا؟.. فعطاء اللعه لعباده لا ينقص مما عنده شيئا وأن منعه ليس لبخل حاشاه إنما هو لحكمة يعلمها سبحانه كما قال عزوجل في الحديث القدسي: «يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه».