كيف تكون قريبًا من الله بالشكل الذي يجعلك مستجاب الدعوة.. والأمر هنا ليس بالصعب، لكنه أيضًا ليس بالسهل، إذ أن له بعض المطالب التي يجب تحقيقها، ومنها: أن يحب الله عز وجل بالشكل الذي لا يمكن أبدًا بأي حال أن يشغله حب غيره عنه، ورضا تام بقضاء الله عز وجل مهما كان هذا القدر أو هذا الاختبار، وزهد في الدنيا مع يقين صادق في الله عز وجل في أنه مالك كل شيء، يقدر الأقدار ويرزق كيفما يشاء، وتوكل دائم لا يتزحزح أبدًا مهما حدث، حينها يصل الإنسان لمرتبة عالية جدًا من الإيمان، فتكون النتيجة أن يتقبل الله منه دعائه وقتما شاء وأينما شاء.
أشعث أغبر
لا يهم أن يكون الإنسان غنيًا أو يمتلك منصبًا، لكي يكون من أهل الكرامة، فقد يكون أغبر أشعث، ويسأل الله شيئًا فيجاب في الحال، فعن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رُب أشعث أغبر مدفوع بالأبواب، لو أقسم على الله لأبره»، انظر للمعنى العظيم، إذن لا تسأل نفسك من أنت، وكم تملك، فقط قم من فورك وادفع كل الأسباب واتصل بالله، ومؤكد ستجد الإجابة، وأما علامات محبة الله لعبده ورضاه عنه فهي كثيرة، وأخصها حب العبد لله تعالى، واتباعه لنبيه، فمن أحب الله بصدق واتبع هدي نبيه عليه الصلاة والسلام أحبه الله. قال الله تعالى: «قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ» (آل عمران:31 ).
اقرأ أيضا:
شهر الله المحرم.. تعرف على أفضليته وخصوصياته وفضل الصيام فيهصفات يحبها الله
الصفات التي يجب أن يتصف بها العبد لكي يحبه الله كثيرة، ومنها: التي ذكرها الله تعالى في قوله: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ»، لكن من علاماتها أيضًا الابتلاء بالمصائب ولكن إذا قوبلت بالصبر إذ هي كالدواء، فإنه وإن كان مُراً إلا أنك تقدمه على مرارته لمن تحب ولله المثل الأعلى ففي الحديث الصحيح : «إن عظم الجزاء من عظم البلاء، وإن الله عز وجل إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط».