الموت.. ذلك القضاء الذي يرهب الجميع، وينفر منه الجميع، لكن ماذا لو علمنا أنه أحيانًا قد يكون استدعاءً جميلا، حين يكون استدعاء من المحب وهو ( الله ) عز وجل لمن يحب وهو ( العبد )، خصوصًا إذا كان آخر ما ينطق العبد عند مماته هو الشهادتين، فحينها يكون نعم الاستدعاء، ونعم الموت الجميل.
فقد قال النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة»، وأيضًا إذا كان المتوفي، مات في سبيل إعلاء كلمة الله تعالى، وفي ذلك قول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله»، وهو ما أكده رب العزة سبحانه في قوله تعالى: «وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ» (آل عمران:169).
حسن الخاتمة
أجمل ما في الحياة، هو حسن الخاتمة، لذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يسأل الله دائمًا حسن الخاتمة، ومما يدل على هذا المعنى ما صح عن سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أراد الله بعبده خيراً استعمله. قالوا: كيف يستعمله؟ قال: يوفقه لعمل صالح قبل موته».
وأحيانًا ننظر في وجه المتوفي فنراه كأنه يبتسم، ويفسرها العلماء بأنها دليل على حسن الخاتمة، وبالتالي فإنه وقع عليه (مفهوم الموت الجميل)، ومما يدل على هذا أيضاً ما رواه أحمد عن طلحة بن عبيد الله عندما زاره عمر وهو ثقيل وفيه: إني سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً ما منعني أن أسأل عنه إلا القدرة عليه حتى مات، سمعته يقول: «إني لأعلم كلمة لا يقولها عبد عند موته إلا أشرق لها لونه ونفس الله عنه كربته، قال: فقال عمر: إني لأعلم ما هي، قال: وما هي؟ قال: تعلم كلمة أعظم من كلمة أمر بها عمه عند الموت: لا إله إلا الله ؟ قال طلحة: صدقت هي والله».
اقرأ أيضا:
شهر الله المحرم.. تعرف على أفضليته وخصوصياته وفضل الصيام فيهختامها جنة
يعيش الإنسان ملتزمًا بقضاء الله، وموقنًا بقدره، يؤدي ما عليه من فرائض، وبالتالي لا يمكن لمثل هذا إلا أن تكون نهايته جميلة.
فعن جعفر بن سليمان قال: حدثني محمد بن جحادة عن طلحة اليامي قال: سمعته يقول: كنا نتحدث أنه من ختم له بإحدى ثلاث: إما قال وجبت له الجنة، وإما قال برئ من النار: من صام شهر رمضان فإذا انقضى الشهر مات، ومن خرج حاجا فإذا قدم من حجته مات، ومن خرج معتمراً فإذا قدم من عمرته مات.