هناك من توعدهم الله عز وجل في القرآن الكريم، ومع ذلك تراهم يتزايدون هذه الأيام، وكأنهم - والعياذ بالله- لا يخشون هذا الوعيد الإلهي.
يقول المولى عز وجل في كتابه الكريم: «وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ » (الهمزة: 1)، هم حسب تعريف العلماء: (المشاءون بالنميمة بين الناس، والمفرقون بين الأحبة)، والهمز بالفعل تعني أيضاً أن يسخر من الناس بلوي وجهه، أو العبس به، ومما يرد في الفرق بين الهمز واللمز أنّ الهمز يكون في ظهر الغيب ويؤذي جليسه بسوء، أما اللمز فيكون في الوجه، فيكثر على جليسه عيبه، ويشير إليه ويؤمئ بعينه.
لذلك من يتتبع الآيات سيجد الوعيد الرباني لهؤلاء، إذ يقول عز وجل: «كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ».
يخسر الجنة
الغريب أنه مع ازدياد عدد البشر الذين يمشون بالنميمة بين الناس، ترى أغلبهم يعلمون جيدًا أن من يفعل ذلك، فإن موعده النار، وأنه لا محالة خسر الجنة، فعن سيدنا حذيفة رضي الله عنه، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا يدخل الجنة نمام ».
وفي رواية أخرى عن ابن عباس رضي الله عنهما ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بقبرين فقال : «إنهما يعذبان وما يعذبان في كبير : أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة ، وأما الآخر فكان لا يستتر من بوله»، فالنم خلق ذميم ؛ لأنه باعث للفتن وقاطع للصلات ، وزارع للحقد ومفرق للجماعات، لذلك جاء الوعيد في القرآن والسنة مطابقين، فليحذر كل إنسان من الوقوع في مثل هذه المشكلة، لأن العقاب كبير جدًا، ولا يقدر عليه أحدنا على الإطلاق.
اقرأ أيضا:
شهر الله المحرم.. تعرف على أفضليته وخصوصياته وفضل الصيام فيهأشر الناس
أيضًا مما يجعلنا نخاف الوقوع في مثل هذه الأمور، هو أن رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم، وصف هؤلاء بأنهم شرار الناس، وقال نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم : « ألا أخبركم بشراركم ؟ قالوا : بلى ، قال : المشاؤون بالنميمة ، المفرقون بين الأحبة ، الباغون للبراء العنت»، ليس هذا فحسب، وإنما ينفي القرآن عن النمام صفة الصدق تمامًا، ويستبعده عن أي شهادة مهما كانت، قال تعالى يوضح ذلك: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ» (الحجرات/6)، وعن سيدنا ابن مسعود رضي الله عنه قال : « ألا أنبئكم ما العضه؟ هي النميمة القالة بين الناس».