الإسلام لغة يعني التسليم المطلق لأمر الله تعالى والانقياد لأوامره والانتهاء عن نواهيه التي جاء بها في كتابه أو قالها رسله..  غير أن الإسلام يطلق اصطلاحا على معنيين: معنى عام، ومعنى خاص؛ أما المعنى العام: فهو دين الله الذي أرسل به جميع رسله، من لدن نوح عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وسلم، وبهذا يفهم أن الأنبياء جميعا جاءوا برسالة واحدة هي رسالة الإسلام وإن اختلفت شرائعهم  

فهذا نوح عليه يقول: {وأمرت أن أكون من المسلمين}.. وهذا إبراهيم عليه السلام:{قال له ربه أسلم قال أسملت لرب العالمين}.. وهذا موسى عليه السلام يقول: {يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين}.. وهذا يعقوب عليه السلام كأبيه يقول:{ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون}.. وهذا يوسف عليه السلام يقول: {توفني مسلما وألحقني بالصالحين}.

أما المعنى الخاص فهو تلك الدين الذي جاء بشريعة خاتمة ورسالة خاتمة للرسالات على لسان محمد بن عبد الله وجعله خاتم رسله، نسخ برسالته جميع الرسالات، وبدينه جميع الأديان، وبشريعته جميع الشرائع، وجعل الكتاب الذي أنزله إليه حاكما على كل الكتب ومهيمنا عليها {وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه}، وأرسله بهذا الدين الإسلام إلى الناس كافة {وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا}، {وأرسلناك للناس رسولا}، {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}، {لأنذركم به ومن بلغ}..

أهم ما يميز هذا الدين أنه الخاتم والمهيمن والناسخ لما قبله ومن ثم لم يمكن أن يتصور دين آخر يريده الله بعد دين الإسلام حيث جعل الله هذا الإسلام الطريق الأوحد للنجاة، لا نجا إلا بالدخول فيه، ولا سبيل للوصول الجنة إلا أن تكون من أهله كما قال تعالى : {ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين} .. {إن الدين عند الله الإسلام}، وقد كان لازما على اصحاب الديانات الأخرى أن يسلموا لله ويؤمنون به برسوله وينقادون لشريعته التي فيها النجاة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم في صحيحه : [والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بي إلا كان من أهل النار].

وليس معنى أن الإسلام أن يكره الناس على الدخول فيه رغما عنهم لكن الإسلام لا يكره الناس على الدخول فيه بالقوة، والقهر، ولكنه يدعو الناس، ويحضهم على ما أوجب عليهم خالقهم من التوحيد، والعبودية لله تعالى، ولا يقبل من أحد في دولة الإسلام أن يدعو الناس إلى الكفر؛ قال الشيخ ابن باز -رحمه الله تعالى-: الإسلام لا يقر حرية العقيدة، وإنما الإسلام يأمر بالعقيدة الصالحة، ويلزم بها، ويفرضها على الناس، ولا يجعل الإنسان حرًّا يختار ما شاء من الأديان، لا، القول بأن الإسلام يجيز حرية العقيدة، هذا غلط، الإسلام يوجب توحيد الله، والإخلاص له سبحانه، والالتزام بدينه، والدخول في الإسلام، والبعد عما حرم الله. وأعظم الواجبات وأهمها: توحيد الله، والإخلاص له، وأعظم المعاصي، وأعظم الذنوب: الشرك بالله -عز وجل-، وفعل ما يُكفر العبد من سائر أنواع الإلحاد، والله سبحانه يقول: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، ويقول سبحانه: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ.