الصلاة أعظم العبادات على الإطلاق، ولكن أعظم ركن فيها لاشك هو السجود، لأنه يكون العبد حينها أقرب إلى الله عز وجل من أي فعل آخر، لكن للأسف كثير منا لا يدري ماذا يقول في سجوده، وربما لا يعرف كثير من الناس أيضًا أي الأدعية أحب في السجود.
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد؛ فأكثروا الدعاء»، لكن القول المأثور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في السجود، فهو ما علمته لنا السنة النبوية المطهرة، فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في ركوعه وسجوده: «سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي».
معنى السجود
أما معنى السجود ذاته، فقد بينه العلماء بأنه تنزيه الله عز وجل عن كل عيب ونقص، ووجوب إثبات كل صفات الجلال والكمال لله عز وجل، وبالتالي فإن على المسلم أن يدعو الله بأي شيء وهو ساجد، يقينًا منه بأنه القادر على كل شيء، وأيضًا تسليمًا بالعبودية لله وحده.
في السجود غاية الخضوع لله تعالى، حيث يضع المصلي أشرف أعضائه الظاهرة وهو وجهه على أذل شيء في الوجود الأرض، كأنه يعترف بأنه عبدا لله، خاضعا له، متقبلا كل أقداره سبحانه وتعالى، وبالتالي هنا تكون الفرحة بقوله صلى الله عليه وسلم: «إن العبد إذا قام يُصلي أُتِيَ بذنوبه كلِّها فوضعت على رأسه، فكلما ركع أو سجد تساقط عنه»، وبالتالي فإن النتيجة هي قمة استشعار العزة والافتخار، وفي ذلك يقول الإمام أحمد: «اللهم كما صنت وجهي عن السجود لغيرك، فصُنْه عن المسألة لغيرك».
اقرأ أيضا:
سلامة الصدر.. خلق الأنبياء وصفة أهل الجنة وسمت الصالحينأفضل ما تقول وأنت ساجد
أما أفضل ما تقول وأنت ساجد، فهناك أحاديث كثيرة حول ذلك، فعن أبي هُرَيرةَ، أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يقولُ في سجودِه: «اللهمَّ اغفِرْ لي ذَنْبي كلَّه؛ دِقَّه وجِلَّه، وأوَّلَه وآخِرَه، وعلانيتَه وسِرَّه»، وعنِ ابنِ عبَّاسٍ، قال: بِتُّ في بيتِ خالتي ميمونةَ، فبقِيتُ كيف يُصلِّي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم،... إلى أن قال ابنُ عبَّاسٍ:... فجعَلَ يقولُ في صلاتِه، أو في سجودِه: «اللهمَّ اجعَلْ في قلبي نورًا، وفي سَمْعي نورًا، وفي بصَري نورًا، وعن يميني نورًا، وعن شِمالي نورًا، وأمامي نورًا، وخَلْفي نورًا، وفَوْقي نورًا، وتحتي نورًا، واجعَلْ لي نورًا»، أو قال: «واجعَلْني نورًا».
وما ذلك إلى لأن في السجود إذلال للشيطان وإبكائه، فهو القائل عند سجودك: «يا ويله! أمر بالسجود فسجد، فله الجنة، وأمرت بالسجود فعصيت، فلي النار»، بينما أنت تتلذذ بالطاعة كما قال سعيد بن جبير رضي الله عنه: لقيني مسروق فقال: «يا أبا سعيد ما من شيء يُرغب فيه إلا أن نعفر وجوهنا في هذا التراب».