أركان الإسلام الخمسة، التي عرفنا بها ونحن صغار، هل مازلنا نتذكرها، أم أننا نسيناها كما نسينا الكثير من مبادئ وأهداف وشعائر الإسلام؟.. وهل نسينا أن هذه الأركان هي التي يقوم بها الدين؟، وأن من يحققها على ما أمر الله به ورسوله، قام دينه، وصح إيمانه، فإن أخل بشيء منها تهاوى دينه، ولهذا كان كفار قريش لعلمهم بمعنى (لا إله إلا الله)، ما رضوا أن يقولوها، لأنها تلزمهم بإخلاص الدين لله وحده، قال تعالى على لسانهم: « أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ » (ص: 5).
عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وحج البيت ، وصوم رمضان».
الشهادتان
الشهادتان هما أولى مباديء وأسس وأركان الإسلام، فلابد لكل مسلم أن ينطق بهما تحت أي ظرف، وفي كل وقت، في الصلاة وغيرها، إيماًا منه بأنه الله هو الواحد الأحد القهار، والشهادتان يدخل بها المرء الإسلام، وهي مفتاح الجنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة»، فالله سبحانه وتعالى لم يرض لأحد من البشر أن يتعبده بغير دين الإسلام الذي بعث به رسوله ، يقول الله عزوجل : « وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ» ( آل عمران 85)، وبالتالي فإن جميع الخلق بعد محمد صلى الله عليه وسلم ملزمون باتباع هذا الدين ، الذي ارتضاه الله لعباده أجمعين .
عمود الدين
أما عمود الدين فيه الصلاة لاشك، فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله ، أخبرني بعمل يُدخلني الجنة ويباعدني من النار ، قال: «رأس الأمر الإسلام ، وعموده الصلاة ، وذروة سنامه الجهاد»، لذلك يحذر الله عباده من التهاون في أدائها، قال تعالى: « فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ » (الماعون: 4، 5).
اقرأ أيضا:
شهر الله المحرم.. تعرف على أفضليته وخصوصياته وفضل الصيام فيهحق الله
أما الركن الثالث فهو أداء حق الله عز وجل في ماله، وهي الزكاة، قال تعالى: «وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ » (الأنعام: 141).
ثم يأتي الصيام، ذلك الركن العظيم والشهر الفضيل، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام؛ فإنه لي وأنا أجزي به».
وتخت الأركان بالفريضة العظيمة جدًا والمحببة إلى قلوب كل المسلمين وهي الحج، وهو يأتي استجابة لنداء أبينا إبراهيم عليه السلام في قوله تعالى: « وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ » (الحج: 27)، ويكون على من له استطاعة، لقوله تعالى: « فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ » (آل عمران: 97).