لا تسير الحياة على نمط واحد أبدا فحال الإنسان يتغير بما يطرأ عليه من متغيرات وهنا إن لم يجد من يحنو عليه من يحتويه من يؤازره في خطواته فربما انتكس واستاءت حالته.
منزلة المؤاخاة في الإسلام:
ومما يتميز به ديننا الحنيف أن حبب المؤمنين في بعضهم حتى يصيروا كالجسد الواد إن اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى .. فكان في تعاضدهم كلمة واحدة وكلمة واحدة لايشد منهم أحد.
من هنا كانت القوة في الوحدة والهزيمة في التفرق فالمجتمع المؤمن مترابط متماسك متحاب يحنو كبيرهم على صغيرهم ويوقر صغيرهم كبيرهم يقول صلى الله عليه وسلم: مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" ويقول أيضا: المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا وشبك بين أصابعه ويقول ﷺ: من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ويقول ﷺ: والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.
فهذه النصوص وغيرها تؤكد علاقة الحب المتبادلة بين المؤمنين حتى إنهم على قلب رجل واحد يجمعهم رابط الحب في الله الذي هو أوثق عرى الإيمان، ويجد به العبد حلاوة الإيمان،كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم :" ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود للكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار". وعن ابن عباس رضي الله عنه قال:" أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله ".
ومن هنا أيضا يفهم معنى المؤاخاة التي حرص عليها رسول الله حين آخى بين المهاجرين والأنصار، ولا شك أن نساء المهاجرين داخلات بالتبع في المؤاخاة ولم يرد دليل يخصص استقلالها بالأمر.
ضوابط المؤاخاة:
ولقد حث الشارع الحكيم على إعلام المرء من يحبه في الله جل وعلا بذلك وهو خاص للرجال مع الرجال والنساء مع النساء، وأما بين الرجال والنساء فيكون من طريق العموم، أن المؤمن يحب جميع المؤمنات والمرأة تحب جميع المؤمنين الطائعين، وأما التخصيص فإنه باب شر مستطير لم يأت به دليل ونحذر المسلمين من أمثال هذه الأمور خاصة على مواقع الحوار والمحادثة عبر الإنترنت، فهذا من خطوات الشيطان التي أمر الله جل وعلا بالابتعاد عنها قال الله جل وعلا : ( يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان). [النور:21].
اقرأ أيضا:
الخلوات ترفع أقوامًا وتضع آخرين..هكذا ترتقي خلالها وتحصل أعظم الأجر والمغفرة اقرأ أيضا:
متعجل بعد أن أنهيت صلاتك؟.. أذكار رددها في طريقك