عزيزي المسلم، هل تعرف من هو الصاحب بالجنب؟ وما قصته؟.. علينا أن نعي جيدًا أنه من أعجب ما جاء في الوصايا القرآنية وجوب الإحسان إلى الصديق، وذلك بقوله تعالى: «والصَّاحِبِ بالجَنْب»..

ربما من الطبيعي أن يوصي القرآن الكريم بالإحسان إلى الوالدين، و ذوي القربى، و اليتامى، و ما إلى ذلك .. لكن أن يوصي بالإحسان إلى أناس أحببناهم في سيرة حياتنا، مروا علينا مثل الطيف على مر هذه الحياة الطويلة! .. فإنما هذا هو العجب، الذي يجعل الإنسان ينبهر لعظمة القرآن الكريم وعظمة من أنزله سبحانه وتعالى على قلب نبيه الأكرم صلى الله عليه وسلم.. وهو القائل: «ما زال جبريل يُوصيني بالجار حتى ظننتُ أنه سيورثه».

وصايا القرآن

فقد أوصى القرآن الكريم بالإحسان إلى الصاحب بالجنب في قوله تعالى من سورة النساء: «وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً » (النساء36)، والصاحب بالجنب من الممكن أن يكون هو (زميل الدراسة.. أو رفيق العمل.. أو المصاحب بالسفر .. أو من جالسك في مسجد أو مؤتمر أو غيره .. أو كل من وقف بجانبك في موقف مهم لك في الحياة)، لكل هؤلاء أوجب القرآن الكريم الإحسان بعد أن جمعهم بصفة واحدة هي "الصاحب بالجنب"، فياله من كتاب عظيم، يوجب على الإنسان الوفاء لكل من أحسن لنا، مهما صغرت الفترة الزمنية التي التقيناه فيها أو مهما ابتعدت الخطوات بيننا وبين من نحب.. فسبحان الله العظيم.

اقرأ أيضا:

سلامة الصدر.. خلق الأنبياء وصفة أهل الجنة وسمت الصالحين

مطلب لا غنى عنه

بالتالي بات الدعاء وسؤال الله عز وجل عن أن يرزقنا الصاحب بالجنب في مشوار حياتنا، أمر هام جدًا، لعله يكون لنا دعمًا وسندًاى في موقف ما من المواقف الصعبة التي تمر بنا، فاللهم أسعد كل صديق وكل رفيق وكل صاحب وكل زميل وكل جليس صالح وكل من جمعتني بهم هذه الدنيا الفانية سعادة في الدنيا والآخرة واجمعني بهم ووالدينا وأهلينا وأحبتنا في جنة الفردوس الأعلى.


بينما لبعض العلماء رأي آخر، وهو أن الجار ثلاثة أنواع، هما: (جار مسلم وذو قربى)، و(جار مسلم وليس له قربى)، و(جار كافر)، فالجار الكافر له حق واحد، والجار المسلم له حق الإسلام والجوار، والقريب له حق الجوار والإسلام والقرابة، فخير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره بجميع أنواعه.