علمت أنهه وقعت في الزنا عدة مرات وأنها تمارس هذا الأمر بشكل طبيعي فنصحتها لكنها عادت له ثم بعد فترة أخبرتني بأنها تابت.. وتبادلنا الكلام فوقعت في حبها واريد الزواج منها .. فهل يجوز؟
الجواب:
تبين لجنة الفتوى بسؤال وجواب أنه إذا كان الأمر كما ذكرت من زناها عدة مرات، فننصحك بعدم الزواج منها، لأن ما وقع منها ليس زلة ومضت، وإنما هو إصرار وتماد، يدل على خبث النفس وانحرافها، نسأل الله العافية.
وتضيف: الزانية لا يصح الزواج منها إلا إذا تابت؛ لقوله تعالى : الزَّانِي لا يَنكِحُ إلا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنكِحُهَا إِلا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ النور/ 3
والله أعلم بصدق هذه المرأة في دعواها التوبة، ومبادلتها الحب لك- كما ذكرت- يدل على تساهلها، ويضعف الظن بصدق توبتها.
وتبين: أن الشيطان استدرجك للوقوع في حبها، فإن كان حصل منك تساهل في الحديث معها أدى إلى ذلك، فاستغفر الله تعالى وتب إليه.
حكم الزواج من الزانية:
قوله تعالى: (وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ) أي: حرم عليهم أن يُنْكِحوا زانيا, أو يَنْكِحوا زانية. ومعنى الآية: أن من اتصف بالزنا, من رجل أو امرأة , ولم يتب من ذلك , أن المقدم على نكاحه , مع تحريم الله لذلك , لا يخلو إما أن لا يكون ملتزما لحكم الله ورسوله, فذاك لا يكون إلا مشركا. وإما أن يكون ملتزما لحكم الله ورسوله, فأقدم على نكاحه مع علمه بزناه, فإن هذا النكاح زنا, والناكح زان مسافح . فلو كان مؤمنا بالله حقا, لم يقدم على ذلك.
وهذا دليل صريح على تحريم نكاح الزانية, حتى تتوب, وكذلك نكاح الزاني حتى يتوب. فإن مقارنة الزوج لزوجته, والزوجة لزوجها, أشد الاقترانات, والازدواجات. وقد قال تعالى: (احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ) أي: قرناءهم. فحرم الله ذلك, لما فيه من الشر العظيم. وفيه من قلة الغيرة, وإلحاق الأولاد, الذين ليسوا من الزوج, وكون الزاني لا يعفها بسبب اشتغاله بغيرها, مما بعضه كاف في التحريم" انتهى.
وبمثل ذلك قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ، وأن معنى الآية :
أن من اعتقد تحريم نكاح الزانية ومع ذلك نكحها ، فقد عقد عقداً محرماً ، يعتقد أنه حرام ، والعقد الحرام وجوده كعدمه ، فلا يحل له الاستمتاع بالمرأة ، فيكون هذا الرجل زانيا في هذه الحال .
وأما إذا أنكر تحريم نكاح الزانية ، وقال : هو حلال ، فيكون هذا الرجل مشركا في هذه الحال ، لأنه أحل ما حرم الله ، وجعل نفسه مشرعا مع الله . وهكذا نقول لمن زوج ابنته رجلا زانيا .