إبليس -عليه لعنة الله- يهوى القلوب الخربة، وخرابه إنما يكون إذا كان القلب فارغا من الخوف اللازم والحزن الدائم فحينئذ ينفث فيه بالوسوسة لآمال الدنيا والجمع لها مخافة فقرها مع لزوم طول الأمل لقلبك وإعراضه عن الله تعالى وانقطاع مواد عظمة الله منه وفراغه من الهيبة والحياء منه.
روشتة إيمانية:
1-إذا وجد اللعين القلب عامرا خنس ونفر منه ولم يجد فيه متسعا، ولا من جوانبه مدخلا لأن القلب عامر بالخوف والأحزان والفكر فهو منير مضيء.
2- يرى العبد بنور قلبه مداخل إبليس فيرميه بالإنكار لما يدعو إليه ويعتصم بما أيده الله به من نور قلبه فيدحره عنه فولى الخبيث إلى قلب قد فقد الخوف فخرب وأظلم فلا نور فيه.
3- لا شيء أثقل على الخبيث من النور فإذا وجده خنس ونفر منه فلا يقدر عليه إلا من قبل الغفلة من العبد.
4- نور القلب إنما هو من يتعظه وحياته فإذا غفل مات وأظلم وطفىء نوره فيلتبس على العبد ما يدخله عليه العدو أو يكدر عليه فاختلس إبليس من العبد واستدام القلب بالغفلة فيقفز عليه بالآثام فإذا أصر على الإقامة عليها ورضي بها علاه الرين فأظلمه واستقر إبليس فيه ثم سلك به سبيل الآثام إلى أن يوصله ويوقعه في الكبائر.
5- ولا شيء أعجب إلى إبليس من ظلمة القلب وسواده وانطفاء نوره وتراكب الرين عليه ولا شيء أثقل على الخبيث من النور والبياض والنقاء والصفاء وإنما مأواه الظلام، وإلا فلا مأوى له ولا قرار في النور والبياض.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكره أن يدخل البيت المظلم حتى يضاء له فيه بمصباح
اظهار أخبار متعلقة
كيف تراقب قلبك ونفسك؟
1-يروي عن بعض الحكماء أنه قال إن من أشرف المقامات وأفضلها المراقبة لله.
2- من أحسن المراقبة أن يكون العبد مراقبا بالشكر على النعم والاعتراف بالإساءة والتعرض للعفو عن الإساءة فيكون قلبه لازما لهذا المقام في كل أعماله فمتى ما غفل رده إلى هذا بإذن الله.
3- ما يعين على هذا ترك الذنوب والتفرغ من الأشغال والعناية بالمراجعة.
4- ومن أعمال القلب التي يزكو بها ولا يستغني عنها الإخلاص والثقة والشكر والتواضع والاستسلام والنصيحة والحب في الله تعالى والبغض فيه.
الحد الأدنى من السلامة:
وقال أقل النصح الذي يحرجك تركه ولا يسعك إلا العمل به فمتى قصرت عنه كنت مصرا على معصية الله تعالى في ترك النصيحة لعباده فأقل ذلك ألا تحب لأحد من الناس شيئا مما يكره الله عز وجل ولا تكره لهم ما أحب الله عز وجل.
وقد جاء رجل إلى عبد الله بن المبارك فقال له أوصني فقال: راقب الله فقال الرجل وما مراقبة الله فقال أن يستحيي من الله.