ملوك الأمم الماضية من الملوك، لم يكن شيء أحب إليهم من أن يفعلوا شيئاً تعجز عنه الرعية، أو يرتدوا زيّا ينهون الرعية عن مثله؟!
1-الملك أردشير:
الملك أردشير بن بابك، كان أنبل ملوك بني ساسان، وكان إذا وضع التاج على رأسه، لم يضع أحد في المملكة على رأسه قضيب ريحانٍ متشبهاً به.
وكان إذا ركب في لبسةٍ، لم ير على أحدٍ مثلها؛ وإذا تختم بخاتمٍ، فحرام على أهل المملكة أن يتختموا بمثل ذلك الفص، وإن بعد في التشابه.
2- سيد قريش في الجاهلية:
وكان أبو أحيحة سعيد بن العاص سيد قريش إذا لبس عمامة بمكة، لم يعتم أحد بعمامة ما دامت على رأسه.
3- الحجاج بن يوسف: كان إذا وضع على رأسه شيئا من العمائم أو ما شابهها، لم يجتريء أحد من خلق الله أن يدخل، وعلى رأسه مثلها.
4- عبد الملك بن مروان: كان إذا لبس الخف الأصفر، لم يلبس أحد من الخلق خفاً أصفر حتى ينزعه.
5- إبراهيم بن المهدي: دخل على أحمد بن أبي دؤاد بن علي، وعليه مبطنة ملونة من أحسن ثوبٍ في الأرض، وقد اعتم على رأسه بعمامة خزٍ سوداء، لها طرفان خلفه وأمامه، وعليه خف أصفر، وفي يده عكازة آبنوس ملوحٍ بذهبٍ، وفي إصبعه فص ياقوتٍ تضيء يده منه. فنظر إلى هيئةٍ ملت قلبه، وكان جسيماً، فقال: يا إبراهيم لقد جئتني في لبسةٍ وهيئةٍ ما تصلح إلا لواحدٍ من الخلق- يعني الخليفة-.
6- ويقول أحد المقربين لبني العباس: لما مات القاسم بن الرشيد، وجه إلي المأمون رسولاً، فأتيته. فجعل يسألني عن عياله وعن أمواله، ويشكوه إلي، ويقول: كان يفعل كذا، ويفعل كذا، فكان في تلك الشكاية أن قال: وكان إذا ركب بمروٍ ركب بهيئة كذا وكذا.
آداب وبروتوكولات:
1-من أخلاق الملك، إذا علم أن بعض الندماء قد بلغ غاية مجهوده في الشرب، وأن الزيادة بعد ذلك تضر ببدنه وجوارحه، أن يأمر بالكف عنه، وأن لا يكلف فوق وسعه. فإنه من تجاوز حق العدل عن الخاصة، لم تطمع العامة في إنصافه.
2- ومن حق الملك أن لا يكلمه أحد من الندماء مبتدئاً ولا سائلاً لحاجة، حتى يكون هو المبتديء بذلك، فإن جهل أحد ما يلزمه في ذلك، تقدم إليه فيما يجب عليه.
فإن عاد، فعلى الموكل بأمر الدار أن يحسن أدبه، وأن لا يأذن له في الدخول، حتى يكون الملك يبتديء ذكره، ثم يوعز إليه أنه، إن عاد، أسقطت مرتبته، فلم يطأ بساط الملك.
اقرأ أيضا:
ما هو الفرق بين البيت العتيق والبيت المعمور؟ ومكان كل منهما؟