مرحبًا بك يا عزيزتي..
الزواج يا عزيزتي قضاء وقدر بعلم الله سبحانه وتعالى يخضع لاختيار المرء.
وليس من حسن التعامل مع النفس الذي أمرنا الله به أن نلقي بها إلى التهلكة، والبخل تهلكة يا عزيزتي، ففي الزواج أمرنا الله أن نقبل الشخص المناسب الذي يكرمنا لا يهيننا.
لا تفكري في الزواج ونظرتك إلى نفسك متدنية أبدًا، فعدم الزواج لا يعني أن تذلي نفسك، أو تهينيها، أو يدفعك لاهتزاز ثقتك في نفسك.
أتفهم مدى قسوة الأمر، ولكن نحن مأمورون أيضًا أن نقبل أقدارنا، فشرعًا الرضى لمن يرضى، وعلميًا من جهة الصحة النفسية هناك مدرسة تسمى مدرسة القبول والالتزام، فلا شيء يشفي ويعين المرء على التعافي من آلام الحياة كـ "القبول"، وهو في علم النفس لا يعني الاستسلام، والقبول يبدأ من أول قبول الألم نفسه الخاص بالوضع ثم قبول الوضع والظروف والأقدار نفسها.
عزيزتي، كما قلت لك، القبول لا يعني الاستسلام، فواجب عليك الأخذ بالأسباب، تمامًا كما نأخذ بالأسباب لنحصل على المال مثلًا، أو حتى تناول وجبة من الطعام، فأنت تخرجين لشراء مكوناتها، ثم تمكثين ساعة أو أكثر أو أقل لإعدادها، وطهيها حتى يمكن تقديمها كوجبة طيبة وشهية، وهكذا لابد من بذل جهد، ودعاء، ومن بذل الجهد أن تتواجدي في الدوائر المهمة التي من الممكن أن يتواجد فيها الشخص المناسب، سواء كانت هذه الدوائر هي محيط الأصدقارب أو الأصدقاء أو المعارف، وهكذا.
لا بأس أن تخبري صديقاتك والمقربين منك برغبتك في مساعدتهم لك في الحصول على زوج وشريك حياة، لا يوجد أي حرج في هذا، بل هو حقك.
وأخيرًا،الحياةواسعة،ووجودك مهم،سواءتزوجت أو لا،صدقي في نفسك يا عزيزتي، ولا تربطي "قيمتك" بشخص، أو وضع اجتماعي، أو اقتصادي..صدقي في كرم الله ولطفه يا عزيزتي، وأنه وحده يعلم الغيب وما هو خير لك، ودمت بكل خير ووعي وسكينة.