يسعى المسلم الواعي لاكتساب الحسنات فهي الزاد الذي يتفاضل به عن غيره وبهذا ترتفع درجته وتعلو منزلته.
أجر العبادة والسعي:ومن الطبيعي أن يكون هذا السعي أثناء يومه وحركته وذلك بالصلاة والذكر والعبادة وصلة الأرحام والصدقات .. لكن السؤال هل هناك سبيل من أن يكتسب المسلم حسنات حتى وهو نائم؟
في الحقيقة هذا الأمر ممكن جدا وهذا من كمال تضل الله تعالى على عباده وحبه لهم اكتسب الحسنات خلال النوم، وبهذا فإن الإسلام يربط العبد بربه طوال الأربع والعشرين ساعة من حياته.. فنم يظن أن يأكل المسلم ويأخذ حسنات. من يظن أن يشرب ويأخذ حسنات من ظن أن المسلم يخرج في نزهة مع اولاده وزوجته ويأخذ حسنات.. بل من يظن أن يجامع الرجل زوجته ويأخذ حسنات .. كل هذه الأمور ممكنة بل وصحيحة فمن يأكل ويشرب ليستعين بهذا عل طاعته الله والإصلاح في الأرض فهو لا شك في طاعة.
اجرالجماع:
بخلاف غيره من يأكل ليستعين على المعصية كما أن طعام المسلم له آداب وله سلوكيات كما انه يأتي ما احل الله ويبتعد عما حرم الله من مأكولات ومشروبات فهو إذا متلبس بطاعة.
وكذا جماع الرجل زوجته فهو يأتي أهله ويكون له الأجر وبهذا قال الصحابة مستفهمين من رسول الله قالوا: يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر؟ فهكذا إذا وضعها في الحلال كان له أجر.
يكتسب حسنات وهو نائم:
فإذا كان هذا حال المؤمن دوما في طاعة لا تستبعد أن يوم يكون نومه طاعة ويمكنه أن يجعله بابا من أبواب الخير . إذا نويت قبل أن تنام أن يرتاح فيها بدنك من تعب اليوم لتواصل عبادتك لله حق عبادته ، إذا نمت على طهارة و ذكر لله تعالى لتقوم لصلاة الفجر ، إذا رددت أذكار النوم وتفهم معانيها فإن فعلت هذا يصحبك ملك يدعو لك بالمغفرة طول وقت نومك وبذلك تتحول ساعات نومك إلى عبادة تؤجر عليها حسنات توضع في ميزان حسناتك.
أذكار النوم:
ومن الأذكار التي يمكنك أن تردده قبل نومك وانت مضطجع على جنبك الأيمن ما يلي "اللهم أسلمت نفسي إليك، وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك رهبةً ورغبةً إليك، لا ملجأ ولا منحا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت "، تسبح ثلاث وثلاثون تسبيحة وتحمد الله ثلاث وثلاثون تحميدة، وتكبر الله أربع وثلاثون تكبيرة، وكان من هديه صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ فيهما قل هو الله أحد و قل أعوذ برب الفلق و قل أعوذ برب الناس ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده؛ يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات.. وبهذا يصير نومك عبادة كغيرها من العبادات تأخذ عليها حسنات طوال ليلك.