مرحبًا بك يا عزيزتي..
قلبي معك يا صغيرتي، فما تعرضت له قاس للغاية ومربك، وصادم.
أقدر مشاعرك تمامًا، وأتفهم ما حدث، وأعرف آثار هذه الإساءة الجنسية التي أتتك من مأمن.فأشد خبرات الإساءات الجنسية للفتيات هي التي تأتي من "المحارم"، سواء كان أب أو أخ أو عم أو خال.
كل مشاعرك هذه هي من حقك، ومنطقية، وطبيعية، تمامًا، وما يهم هنا ليس أخوك، ولا علاقتك به، ولكن تعافيك أنت مما حدث. التحرش الذي حدث "صدمة"، ومسئوليتك الآن هي التعافي من هذه الصدمة، فالخبرة أصبحت "قديمة"، نظنها "حكاية" وانتهت، ولكن ما يحدث هو أن "الألم" يبقى، "الأثر" لا ينتهي بانتهاء الحكاية.
ستمر عليك عشرات السنوات، وتتعتق الحكاية، ويبقى ألمها، كأن هذه الواقعة وقعت الآن، فجرحك مفتوحًا، أو تم إغلاقه وهو ملوث، فما هي النتائج المتوقعة؟!
يجب عليك التعافي على يد متخصص/ة يا عزيزتي، ونظرًا لحساسية الأمر أرشح لك معالجة نفسية، ثقة، وماهرة، لتسير معك خطواتك نحو استعادة ذاتك الحقيقية لا التي أذاها المتحرش وشوه حقيقتها، فالتعافي "رحلة" لابد أن يكون معك خلالها صاحب، محايد، حريص عليك، متفهم، كتوم، يحفظ سرك، ولا يحكم عليك، لديه أدوات للحل والتعافي، ولن تجدي أفضل من متخصصة نفسية.
أما أخوك فواجبك الأول هو حماية نفسك من تكرار التعرض لأي أذى، وعدم "غصب" نفسك على مسامحته، أو التبرير لفعله، فالتحرش جريمة، والمتحرش مجرم، مهما تكن درجة قرابته، وليس هناك مبرر لهذه الفعلة.
هيا يا عزيزتي، سارعي لإنقاذ نفسك، فلن يفعل هذه المهمة النبيلة غيرك.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
إشكالية العلاقة بين الأبناء والآباء.. من يربي من؟!اقرأ أيضا:
هل يشابه أبناء المطلقين آباءهم ويستسهلون الطلاق؟