أخبار

ما ضابط العجز الذي يباح لصاحبه التكفير عن يمينه بالصيام؟

أفضل علاج لمنع رائحة الغازات المحرجة

دراسة تكشف.. هذا ما يحدث لأدمغة التوائم عندما يتناول أحدهم طعامًا صحيًا والآخر لا؟

يوسف الصديق.. بماذا دعا ربه في محبسه؟

كيف تجدد حبك لزوجتك؟.. نصائح قرآنية ونبوية

كيف تنقذ ابنك من المخدرات؟ اطرق بابه مبكرًا بهذه النصائح

لماذا يقسم النبي ومع الغرض من حلفه.. هذه بعض النماذج

متى ينفرد بك الشيطان وكيف تؤمن دفاعاتك حتى لا يسجل أهدافًا فيك؟

٣ علامات مؤكدة تعرف بهم أنك متوكل على الله حق توكل .. العلامة الثالثة أعجبهم

عجائب التوكل: "ألف دينار في خشبة تسبح في البحر"

ستر الآخرين مبدأ إنسانى.. كيف حافظ عليه الإسلام؟

بقلم | محمد جمال حليم | الاثنين 09 ديسمبر 2024 - 11:05 ص
  التعامل مع العاصي يحتاج لحكمة بالغة ولا يحتاج إلى شدة ولهذا وصف النبي صلى الله عليه وسلم بأنه رؤوف رحيم.. وقال الله تعالى في حقه : "فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك..."
فالعاصي وإن كان يرتكب قبحا  وشيئا محرما ومجرنا لكن الإسلام دين إنساني يحافظ على كل البشر لا سيما المسلمين بما وسيلة ممكنة لذا شرع الرفق بالمخطئ بل اعتبر أن له حقا على مجتمعه، يتمثل في نصحه بأفضل الطرق وأحسنها مع الستر عليه.

معنى الستر:
والستر لا يراد به المعنى السلبي الذي هو التستر على العصاة ومحاباتهم  بما يفهم معه موافقتهم على ما هم فيه من المعصية لكن يراد به عدم فضحهم ولين الجانب لهم ونصحهم فى السر دون أن نفصحهم.
وقد قرر الإسلام أن الأصل فيمن رأى منكراً أو خطأً أن يقوم ـ برفق وحكمة ـ بالإنكار على فاعله ونصحه مع الستر عليه وعدم التشهير به، ومن ثم كان صلوات الله وسلامه عليه إذا رأى شيئًا يُنكره ويكرهُه من أحد، عرَّض وألمح، ولم يُصَرِّح باسم فاعله، فعن عائشة رضي الله عنها: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا بلغه ما يكرهه لم يقل: ما بال فلان يقول كذا، ولكن يقول: ما بال أقوام يصنعون أو يقولون كذا، يُكنى عنه ولا يسمى فاعله) رواه أبو داود وصححه الألباني.

فضل ستر العصاة وعدم فضحهم:
  والسنة النبوية مليئة بالأحاديث التي تظهر فضل الستر ومكانته وما أعده الله لمن يستر غيره ومن هذا  ما رواه  عبد الله بن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من ستر عورة أخيه المسلم ستر الله عورته يوم القيامة، ومن كشف عورة أخيه المسلم كشف الله عورته، حتى يفضحه بها في بيته) رواه ابن ماجه وصححه الألباني. قال المنذري: "ستر المسلم هو تغطية عيوبه وإخفاء هنَّاته (زلاته وهفواته وقبائحه)" وما روى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يستر عبد عبداً في الدّنيا إلّا ستره الله يوم القيامة، وقوله صلى الله عليه وسلم قال: (من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة)
وقد جاء في شرح هذا الحديث قول ابن حجر ": قوله: (ومن ستر مسلماً) أي: رآه على قبيح فلم يظهره ـ أي للناس ـ، وليس في هذا ما يقتضي ترك الإنكار عليه فيما بينه وبينه". وقال المناوي: "(من ستر أخاه المسلم في الدنيا) في قبيح فعله، وقوله (فلم يفضحه) بأنِ اطَّلع منه على ما يشينه (يعيبه) في دينه أو عِرْضِه أو ماله أو أهله فلم يهتكه ولم يكشفه بالتحدث، (ستره الله يوم القيامة) أي: لم يفضحه على رؤوس الخلائق بإظهار عيوبه.

ومن هذا أيضا  أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (المسلم أخو المسلم، لا يظلِمه ولا يُسلِمُه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرَّج عن مسلم كُرْبةً، فرَّج اللهُ عنه بها كُرْبة من كُرَب يوم لقيامة، ومن ستر مسلماً، ستره الله يوم القيامة).

قصة ماعز من ستر النبي على صحابته:
ومن يتتبع حياة النبي صلى الله عليه وسلم مع صحابته الكرام يجدها مليئة بمواقف الستر التى حرص النبي صلى الله عليه وسلم أن يتعامل بها ويعلمها  أصحابه ومن ذلك ط قصَّة ماعز بن مالك الأسلمي عندما جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم واعترف على نفسه بالزِّنى، قال النبي صلى الله عليه وسلم للرجل الذي أشار عليه أن يأتي إليه ويقر على نفسه بالزنى: (يا هَزَّال، لو سَتَرْته بردائك كان خيراً لك) رواه أحمد وصححه الألباني. قال أبو الوليد الباجي: "وقوله صلى الله عليه وسلم لـهَزَّال: (يا هَزَّال،لو سَتَــرْته بردائك كان خيراً لك)، يريد: ممَّا أظهرته من إظهار أمره، فكان ستْره بأن يأمره بالتَّوبة، وكتمان خطيئته، وإنَّما ذكر فيه الرِّداء على وجه المبالغة، بمعنى أنَّه لو لم تجد السَّبيل إلى سِتْره إلَّا بأن تَسْتُره بردائك ممَّن يشهد عليه، لكان أفضل.. وهكذا حرص الإسلام ونبي الإسلام والصحابة والتابعين والصالحين في كل زمان على هذا الخلق الإسلامى والإنساني الذي يدعم الود فى المجتمع ويحفظ كيانه بعيدا  كل البعد عن التشفي والقضيحة بهذا أمر الاسلام وبهذا أمرنا أن نسير.



الكلمات المفتاحية

ستر الآخرين فضح الناس الستر مبدأ إنسانى

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled التعامل مع العاصي يحتاج لحكمة بالغة ولا يحتاج إلى شدة ولهذا وصف النبي صلى الله عليه وسلم بأنه رؤوف رحيم.. وقال الله تعالى في حقه : "فبما رحمة من الله