حرص الإسلام على أن يحيط اتباعه في كل أحوالهم بمجموعة من الأذكار التي تحميهم من شرور أنفسهم وشرور الآخرين.. وهذه الأذكار بمثابة حصون منيعة وتحصينات تقي المسلم من الشرور بعامة.
ومن الأذكار التي شرعها الله تعالى للمؤمن في ختام يومه حين يأوي إلى فراشه ما يسمى بأذكار النوم.. وهذه الأذكار وردت فيها العديد من الأحاديث التي تنوعت أذكارها، وللمؤمن أن يحرص عليها ما استطاع لذلك سبيلا كونها ختام يوم وأنت الآن مقبل على النوم الذي هو بمثابة موتة صغرى تسلم فيه نفسك فما أجمل أن يكون ختام كلامك ذكرًا ودعاء ورجاء وتبتلاً لله تعالى.
سورة الكافرون من أذكار النوم:
ولقد كان الصَّحابةُ رضوان الله تعالى عليهم أجمعين يحرصون على سُؤالِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم عمَّا يَنفَعُهم في دُنياهم وآخِرَتِهم، يُخبِر فَروةُ بنُ نوفَلٍ رَضِي اللهُ عَنه: "أنَّه أتى النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم؛ فقال: يا رسولَ اللهِ، علِّمْني شيئًا أقولُه إذا أوَيتُ إلى فِراشي"، أي: عِندَ الذَّهابِ للنَّومِ لِيَنتفِعَ به في آخِرتِه، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "اقرَأْ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}"، أي: اقرَأْ سورةَ الكافرون قبل النَّومِ، "فإنَّها بَراءةٌ مِن الشِّركِ"، أي: تُسلِّمُ صاحِبَها مِن الشِّركِ باللهِ مُفيدةً للتَّوحيدِ؛ وذلك لأنَّها اشتمَلَت على نفيِ عبادةِ ما يُعبَدُه المشرِكون بأبلَغِ عبارةٍ، وأوفى تأكيدٍ.
متى تقال سورة الكافرون في أذكار النوم؟
ومن يتأمل سورة الكافرون يجدها فيها تبرئة من أمر الكافرين وكفرهم وشركهم: "لا أعبد ما تعبدون"، وقوله: "لكم دينكم ولي دين".. ولهذا ينبغي أن نحرص على هذا الذكر ومن المستحب أن يكو في نهاية أذكار النوم فحين تفرغ من أذكار النوم جميعها تقرأ سورة الكافرون وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: إذا أخذتَ مَضجعَك منَ اللَّيلِ فاقرَأْ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} ثُمَّ نَمْ على خاتمتِها فإنَّها براءةٌ منَ الشِّركِ.
باقة من أذكار النوم:
ووهناك العديد من الأذكار التي تقال عند النوم منها على سبيل المثال ما ورد في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان ، فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام ، وذكر الحديث ، وقال في آخره : " إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي فإنه لن يزال معك من الله تعالى حافظ ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " صدقك وهو كذوب. ذاك الشيطان "، وفي سنن أبي داود عن حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يرقد وضع يده اليمنى تحت خده ثم يقول: " اللهم قني عذابك يوم يبعث عبادك ثلاث مرات"، وفي صحيح مسلم وسنن أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول إذا أوى إلى فراشه : " اللهم ربّ السماوات وربّ الأرض وربّ العرش العظيم ربنا وربَّ كل شيء ، فالق الحب والنوى ، منزل التوراة والإنجيل والقرآن ، أعوذ بك من شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته ، أنت الأول فليس قبلك شيء ، وأنت الآخر فليس بعدك شيء ، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء ، وأنت الباطن فليس دونك شيء ، اقض عنا الدين ، وأغنني من الفقر" . وفي رواية أبي داود: "واقض عني الدين، وأغنني من الفقر".