كثير منا يحدث له بعض (الكركبة) في بطنه، خصوصًا أثناء الصلاة، فتحدثه نفسه عن إبطال الوضوء، كما يقع للبعض أيضًا بعض المواقف المحرجة الأخرى من خروج ريح، فكيف يتصرف في هذه المواقف؟..

كركبة البطن كما يطلق عليها، طالما أنها لم تخرج ريحًا فعلى المصلي أن يكمل صلاته ولا حرج، بينما في خروج الريح وقفة، في البداية يقول الله تعالى: « يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ » (المائدة: 6)، ومن ثم فإن الآية الكريمة أوجبت الوضوء للصلاة، وبينت الأعضاء التي يجب غسلها أو مسحها في الوضوء، فيما بين النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم صفة الوضوء في عدد من الأحاديث الصحيحة بقوله وبفعله بيانًا كافيًا، حتى تكتمل صلاة الناس ولا يسقط منها أي ركن.

نواقض الوضوء

بالتأكيد للوقوف على طبيعة التصرف مع كركبة البطن أو خروج الريح، علينا أولا أن نعرف ما هي نواقض الوضوء، ومنا لاشك الخروج من (الحمام) أو (دورة المياه)، تأكيدًا لقوله تعالى: «أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا » (المائدة: 6)، وأيضًا لخروج المني والمذي.

وكذلك ينقض الوضوء خروج دم الاستحاضة وهو دم فاسد، لا دم حيض، وكذلك السائل الذي يخرج من المرأة، فهو وإن كان طاهرًا إلا أنه يجب الوضوء منه لأنه خارج من السبيل.

عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، قالت جاءت فاطمة بنت أبي حبيش إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إني امرأة أستحاض فلا أطهر أفأدع الصلاة قال: «لا إنما ذلك عرق وليست بالحيضة فإذا أقبلت الحيضة فدعي الصلاة وإذا أدبرت فاغسلي عنك الدم وصلي».

اقرأ أيضا:

حكم معاشرة الزوجة قبل الزفاف بدون فض غشاء البكارة؟

خروج الريح

كركبة البطن، قد تستمر بعض الوقت، لكنها طالما لم تخرج ريح فإنه على المصلي أن يكمل صلاته، أما إذا خرج ريحًا فإن الأمر يختلف، فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تقبل صلاة من أحدث حتى يتوضأ»، وقال أيضًا صلى الله عليه وسلم فيمن شك هل خرج منه ريح أم لا: «لا ينصرف حتى يسمع صوتًا أو يجد ريحًا».

أما ما يظنه بعض العامة أنه عند الحدث بخروج الريح لابد له من الاستنجاء فهذا ليس بصحيح، وإنما يكتفي بالوضوء فقط، وأما الدم، والقيء، فإنهما موضع خلاف بين أهل العلم، والراجح أنه لا ينقض، لكن لو توضأ خروجًا من الخلاف فهو حسن.