تخطط وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" لإطلاق مركبة فضائية في 23 نوفمبر الجاري، وتحطيمها في كويكب العام المقبل، حتى يتمكن العلماء من محاولة فهم كيفية تفادي الاصطدامات الفضائية الخطرة المحتملة بعيدًا عن كوكب الأرض.
وتستهدف "ناسا" من إطلاق المركبة الفضائية، الكويكب "ديديموس" وقمره "ديمورفوس". وقال مسؤولو الوكالة، إن المهمة هي أول تجربة من نوعها للدفاع الكوكبي.
والكويكب "ديديموس" هو في الواقع كويكيب ثنائي يدوران حول بعضهما البعض، بالقرب من الأرض لعدة أشهر، لذا فإن المهمة أمامها 84يومًا للوصول إليهما خلال الفترة بين 26سبتمبر و1أكتوبر.
قال ليندلي جونسون، ضابط الدفاع الكوكبي في "ناسا"، إن "ديديموس لا يمثل أي تهديد للأرض، لكنه سيسافر بالقرب من الأرض بما يكفي لدرجة أن مهمة "دارت" البالغة 330 مليون دولار يمكن أن تصل إليها بسرعة نسبية".
وأضاف: "لقد بذلنا قدرًا كبيرًا من الجهد والتخطيط والتنسيق مع الوكالات والدول الأخرى بشأن ما يمكن أن نفعله ومن سيفعل ما يتعلق بالاستجابة لتهديد التأثير".
وتعتبر وكالة الفضاء الأمريكية أي جسم قريب من الأرض "خطرًا محتملًا"، في حال كان يقع ضمن 0.05 وحدة فلكية وقطره أكثر من 460 قدمًا.
اظهار أخبار متعلقة
الهدف من مهمة المركبة الفضائية دارت
قالت نانسي شابوت، مسؤولة تنسيق المركبة الفضائية "دارت" في مختبر الفيزياء التطبيقية بجامعة جونز هوبكنز في مؤتمر صحفي الخميس: "لن يؤدي هذا إلى تدمير الكويكب. إنه سيعطيه دفعة صغيرة".
أصافت إن وكالة ناسا ليست متأكدة من مقدار الدفع الذي ستقدمه المركبة الفضائية، و"هذا هو الهدف من مهمة دارت. سيتم استخدام البيانات المستمدة من التأثير لفهم المهام المستقبلية المحتملة والتخطيط لها".
وستسافر المركبة الفضائية "دارت"، وهي بحجم ثلاجتين صغيرتين، إلى الكويكب ويراقبها مركبة أصغر تسمى (LICIACube) خلال عملية ضرب الكويكب ديديموس وقمره ديمورفوس، أثناء الانطلاق بسرعة 15000 ميل في الساعة.
وستتولى تعد (LICIACube)، وهي أول مركبة فضائية أنشأتها وكالة الفضاء الإيطالية، بث الفيديو للعملية المرتقبة والبيانات الأخرى ذات الصلة إلى الأرض.
قال شابوت إن "ناسا" اختارت كويكب ديديموس المكون من كويكبين لأنه يوفر فرصة فريدة للحصول على قياسات دقيقة من تأثير صغير. وأضافت "مركبة الفضاء دارت نفسها ستدمر بالكامل وستلقى سحابة من الحطام".
وستكون مهمة التلسكوبات الموجودة على الأرض، مراقبة تغير سرعة "ديمورفوس" نتيجة الاصطدام.
قال آندي تشينج، رئيس فريق متابعة المركبة "دارت": "ستقوم بتفجير العديد من أطنان المواد من ديمورفوس، ربما آلاف الأطنان، ونحتاج إلى معرفة مقدارها، ومدى سرعتها وأين تتجه إلى حساباتنا".
وأضاف إن "ناسا" وعلماء آخرين سيواصلون مراقبة الديناميكيات الجديدة للكويكب ديديموس حتى ربيع عام 2023.