على العاقل لزوم الرفق في الأمور كلها وترك العجلة والخفة فيها إذ الله تعالى يحب الرفق في الأمور كلها.
ومن منع الرفق منع الخير كما أن من أعطي الرفق أعطي الخير ولا يكاد المرء يتمكن من بغيته في سلوك قصده في شيء من الأشياء على حسب الذي يحب إلا بمقارنة الرفق ومفارقة العجلة.
وعن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من الخير ومن منع حظه من الرفق فقد منع حظه من الخير.
فوائد وآداب:
1-قال الإمام أبو حاتم الدارامي:" العجلة تكون من الحدة وصاحب العجلة إن أصاب فرصته لم يكن محمودا وإن أخطأها كان مذموما والإنسان العجل لا يسير إلا مخالفا للقصد منحرفا عن الجادة يلتمس ما هو أنكد وأوعر وأخفى مسارا يحكم حكم المرأة الخرقاء ويناسب أخلاق النساء.
2- وقال والد البرامكة خالد بن برمك لبنيه: من استطاع أن يمنع نفسه من أربعة أشياء فهو خليق أن لا ينزل به كبير مكروه (العجلة واللجاجة والعجب والتواني)، فثمرة العجلة الندامة وثمرة اللجاجة الحيرة وثمرة العجب البغضة وثمرة التواني الذل.
3- وقال أحد الحكماء ذاما للعجلة :" نكح العجز التواني فولد الندامة".
4- وكتب عمرو إلى معاوية يعاتبه في التأني أما بعد فإن التفهم في الخير زيادة ورشد وإنه من لا ينفعه الرفق يضره الخرق ومن لا تنفعه التجارب لا يدرك المعاني أو قال المعالي ولا يبلغ الرجل مبلغ الرأي حتى يغلب حلمه جهله وصبره على شهوته ولا يدرك ذلك إلا بقوة الحلم.
5- وقال حكيم العرب أكثم بن صيفي: ما يسرّني أني نزلت بدار معجزة فأسمنت وألبنت قيل له لما، قال: لأني أخاف أن أتخذ العجز عادة.
6- وشهد أعرابي عند معاوية بشهادة فقال معاوية كذبت فقال الأعرابي إن الكاذب للمتزمل- يعني من يخشاك لأنه من خاصتك وبطانتك - في ثيابك فقال معاوية هذا جزاء من يعجل.
7- وقال الإمام أبو حاتم الدارمي رحمه الله: سبب النجاح ترك التواني ودواعي الحرمان الكسل لأن الكسل عدو المروءة وعذاب على الفتوة.
يقول: ومن التواني والعجز أنتجت الهلكة وكما أن الأناة بعد الفرصة أعظم الخطأ كذلك العجلة قبل الإمكان نفس الخطأ والرجل الرشيد من رشد عن العجلة والخائب من خاب عن الأناة والعجل مخطيء أبدا كما أن المتثبت مصيب أبدا.
اقرأ أيضا:
هل القلوب تصدأ .. وما الفرق بين "الران" و" الطبع" على القلب؟