مرحبًا بك يا عزيزتي..
قلبي معك.
أقدر مشاعرك تمامًا، وأتفهم موقفك، فما حدث لك قاس، ومرهق نفسيًا.
أما الشاب، فقد أنقذك الله من التورط في زيجة مع شخص خائن لأمانات البيوت، فأي حب هذا الذي يكون من طرف واحد هو أنت ويرجى له أن ينشيء أسرة وحياة زوجية سوية، صحية، تسعد أطرافها؟!
أما أختك الأصغر منك، قليلة الحيلة، والخبرة في الحياة، فما ذنبها يا عزيزتي؟ وما الذي فعلته في القصة برمتها أو ساهمت به؟
وأما قصة الجمال، وأنها أجمل، فهذه قصة نفسية تبدأ من الطفولة، وتدخلات الأهل والعالم المحيط وما يلقونه داخلنا من تصورات وتقييمات غير حقيقية عن أنفسنا، وشكلنا.
فالمؤكد أنك جميلة، ولديك نقاط قوة في جمال الشكل كما أن هناك نقاط ضعف، وهذا عند كل البشر، وربما المشكلة هي أنك كلما نظرت في المرآة رأيت فقط نقاط الضعف التي تشوش على نقاط قوتك في جمالك، ولو قلبت طريقة تفكيرك ونظرتك سيتغير كل شيء، وستعرفين أنك جميلة وسيدرك من حولك جمالك بمجرد شعورك أنت أولًا به. أضف لذلك أن لديك مميزات كما لديك عيوب في الشخصية، والطباع، والمطلوب منك أن تنظري بعدسة مكبرة على مميزاتك، ومحاسن شخصيتك، وجمالك الأخلاقي والروحي فهذه كلها اضافات لا تغفل. اقبلي نفسك يا عزيزتي كما هي، وأحبيها بدون شروط، امنحى هذا لنفسك أنت أولًا قبل الناس، فالثقة بالنفس تنبع من الداخل وليس من تقييمات الناس.
أتفهم إن إعجابات الناس وتقديرهم مهم، لكن فارق كبير أن نهتم بذلك، وأن نجعله الأساس الذي نستمد منه ثقتنا بأنفسنا.
الأمر يحتاج منك إلى استعدال طريقة تفكيرك، وتصحيح علاقتك بنفسك ونظرتك لها، ومنحها الاستحقاق، فاجتهدي في هذا، واصبري، وثابري، فلا شيء يتغير بين يوم وليلة. واعط نفسك وقتها حتى تتعافى من هذا الحدث المؤلم، بعدها سيصير كل شيء على ما يرام.
وأخيرًا، ما لا يقتلنا يقوينا، وما جاءت حادثات الأيام والليالي هذه إلا لتعلمنا، فتعلمي، وفقط.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.