مرحبًا بك يا عزيزتي..
الحل هو النضج النفسي كما هو موجود لدى خطيبك!
فما أظنه كذب حين أخبرك أنه يحبك ولا يحب أحدًا غيرك "كأنثى" وأن ما عدا هذا علاقات لابد منها ولها وضعها الخاص الذي ليس من ضمنه طبيعة علاقتكما الخاصة.
هذه هي طبيعة الحياة يا عزيزتي، فخطيبك الناضج هذا يدرك أن لك والد، وأخ، وعم، وخال، وأقارب، ودوائر علاقات صداقة، وقرابة، وغيرها ، وأنها من حقك، فلم يلومك أو يغار بسبب تعاملاتك فيها، ومجاملاتك لهؤلاء الناس جميعًا.
مشاعر الغيرة، وإن لم تكن زائدة فهي تعبير عن "الامتلاك" لا الحب، امتلاك للشخص، ووقته، واختياراته، وطاقته، ومشاعره، واهتماماته وكل شيء، لذا فهي – أي الغيرة- تقتل الحب، ولا تعبر عنه، أو تحييه، بل تطبق على أنفاسه تمامًا، فلا حب يتنفس في ظل الغيرة، ومن ثم يذبل، وقد يموت.
الغيرة يا عزيزتي جالبة للشك، وكثرة الاتهامات، والتحقيقات، وتحول العلاقة إلى وكيل نيابة، ومجرم.
الغيرة جالبة لأشكال لا تتخيلينها من الاضطرابات النفسية لك ولخطيبك إن استمر الأمر على هذا الوضع وامتد للزواج، ونذير فشل لا محالة وسقوط للعلاقة.
ما أراه أن تدركي أن خطيبك عاقل وراشد وناضج، ومحب، وأن علاقتكم واختياره لك كأنثى تصلح زوجة وشريكة حياة في علاقة خاصة مقدسة هي الزواج، أمر يختلف تمامًا عن أي تعاملات أخرى، أو مشاعر أخرى تجاه القريبات والزميلات.
لا بأس أن تصارحيه بأنك تتأذين من تصرفات زائدة عن الحد مثلًا، ربما يفعلها تجاه الجنس الآخر من باب المجاملة، حتى يبدأ في السيطرة والتقليل منها، ولكن هذا ليس معناه أن لك الحق في أن تحصين على خطيبك أنفاسه، أو أن تحاسبيه كما الملكين.
وأخيرًا، الغيرة يا عزيزتي من الممكن أن تعطل حياتك، وعلاقتك مع خطيبك، فانتبهي جيدًا لهذه الخطورة، وكل المخاطر التي ذكرتها لك من قبل، وخوضي مع نفسك رحلة لتغيير هذا الجزء المعطل والمدمر لعلاقتك العاطفية، وإن عجزت وحدك فبإمكانك طلب المساعدة النفسية المتخصصة حتى تحمين نفسك وعلاقتك من الانهيار.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.