قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن من البيان لسحرا وإن من الشعر لحكمة".
فن الحوار الجلاد والضحية:
1-أتي الحجاج بالإمام الشعبي فقال له: أخرجت علينا يا شعبي؟ قال: أجدب بنا الجناب وأحزن بنا المنزل وركبنا الخوف واكتحلنا السهر وأصابتنا خزية لم نكن فيها بررة أتقياء ولا فجرة أقوياء، فقال الحجاج: لله أبوك، ثم أرسله.
2- وفي مثله: أتي الخليفة العباسي موسى الهادي بن المهدي برجل كان قد حبسه فجعل يقرعه بذنوبه.
فقال الرجل: يا أمير المؤمنين، اعتذاري مما تقرعني به رد عليك وإقراري بما تعتده علي يلزمني ذنبا لم أجنه، ولكني أقول:
فإن كنت ترجو بالعقوبة راحة .. فلا تزهدن عند المعافاة في الأجر
3- وفي مثله: قال الوزير العباسي الحسن بن سهل لرجل أخطأ وقد اعتذر إليه من ذنب عظمه: على رسلك أيها الرجل، تقدمت لك طاعة وتأخرت لك توبة، وليس لذنب بينهما مكان، وما ذنبك في الذنوب بأعظم من عفو أمير المؤمنين في العفو.
اقرأ أيضا:
هل القلوب تصدأ .. وما الفرق بين "الران" و" الطبع" على القلب؟فن الدعاء:
وفي الدعاء: دخل أحد الوجهاء على الخليفة العباسي المأمون حين قبضت ضياعه فقال: السلام عليك أمير المؤمنين. محمد بن عبد الملك سليل نعمتك وابن دولتك وغصن من أغصان دوحتك، أتأذن له في الكلام؟
قال: نعم، فتكلم بعد حمد الله والثناء عليه. فقال: «نستمتع الله لحياطة ديننا ودنيانا ورعاية أدنانا وأقصانا ببقائك يا أمير المؤمنين ونسأله أن يزيد في عمرك من أعمارنا وفي أثرك من آثارنا ويقيك الأذى بأسماعنا وأبصارنا.. هذا مقام العائذ بظلك الهارب إلى كنفك وفضلك الفقير إلى رحمتك وعدلك» ثم تكلم في حاجته.
فن الشكر:
وفي شكر السلطان وفي حمده: قدم رجل على سليمان بن عبد الملك في خلافته فقال له: ما أقدمك علي؟ فقال: يا أمير المؤمنين، ما أقدمني عليك رغبة ولا رهبة.
قال: وكيف ذاك؟ قال: أما الرغبة فقد وصلت إلينا وفاضت في رحالنا وتناولها الأقصى والأدنى منا، وأما الرهبة فقد أمنا بعدلك، يا أمير المؤمنين، علينا وحسن سيرتك فينا من الظلم، فنحن وفد الشكر.