يغفل الكثير من المسلمين عن حلاوة الذكر واكتمال الثواب بعد عبادة الوضوء، التي يغتسل فيها الإنسان في كل يوم وليلة خمس مرات، فقد أخرج البخاري ومسلم، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمساً، هل يُبْقي من درنه شيئاً»، وقد أمرنا الإسلام باتباعه بالنظافة الجسدية والروحية فالله سبحانه وتعالى يحب أولئك المتطهرين الأوابين.
قال الله تعالى في كتابه العزيز في سورة البقرة الآية 222 (إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين).
والوضوء عمل صالح يمحو الذنوب السابقة والمسلم عندما يتوضأ يغسل الذنوب التي ارتكبها عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا توضَّأَ العبدُ المسلمُ أوِ المؤمنُ فغسلَ وجهَهُ خَرجَت مِن وجهِهِ كلُّ خطيئةٍ نظرَ إليها بعَينيهِ معَ الماءِ – أو معَ آخرِ قطرِ الماءِ ، أو نحوَ هذا – فإذا غَسلَ يديهِ خرجَت من يديهِ كلُّ خطيئةٍ بطشَتها يداهُ معَ الماءِ أو معَ آخرِ قَطرِ الماءِ فإذا غسَل رجلَيهِ خرجَت كلُّ خطيئةٍ مستها رِجلاهُ معَ الماءِ أو معَ آخرِ قطرِ الماءِ – حتَّى يخرُجَ نقيًّا منَ الذُّنوبِ).
وأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين بالتطهير بشتى الطرق وذكر الطهارة والنقاء نصف الإيمان وروى أبو مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “الطهور شطر الإيمان” .
ولكي يكتمل الثواب بعد هذه الفريضة الغالية، التي نعتسل فيها من ذنوبنا، يجب علينا ان نختمها بحلاوة القول من الذكر، وليس هناك أفضل مما دل عليه النبي صلى الله عليه وسلم من ذكر “أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين”.
فما من عبد يقول ذلك الذكر إلا فُتحت له أبواب الجنة الثمانية وهذا فضل عظيم جداً فليس له إلا شرطين يبدأ الوضوء، ثم يبدأ بقول الذكر.
فقد دل النبي صلى الله عليه وسلم أن هذا الدعاء جمع بين الخشوع والخضوع حيث يكون الخشوع في الوضوء بالقلب والخضوع بتسلم جميع أعضائك لوجه الله والتوكل على الله وسوف تشعر براحة وسكينة في القلب.
اقرأ أيضا:
دعوا الله بدون تكلف.. لن تتخيل جوائز السماءفعن عقبة بن عامر أنَّه قال: كانت علينا رعايةُ الإبل، فجاءت نوبتي، فروَّحتُها بعشيٍّ، فأدركتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قائمًا يُحدِّث الناس، فأدركتُ من قوله: ما من مُسلمٍ يتوضَّأ فيُحْسِن وضوءه، ثم يقوم فيُصلِّي ركعتين، مُقبلٌ عليهما بقلبه ووجهه، إلا وجبت له الجنَّة، قال: فقلتُ: ما أجود هذه! فإذا قائلٌ بين يدي يقول: التي قبلها أجود. فنظرتُ فإذا عمر، قال: إني قد رأيتُك جئتَ آنفًا، قال: ما منكم من أحدٍ يتوضَّأ فيُبلغ، أو فيُسبغ الوضوء، ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وأنَّ محمدًا عبده ورسوله، إلا فُتحت له أبوابُ الجنَّة الثَّمانية، يدخل من أيِّها شاء رواه مسلم.
فإحسان الوضوء، بإسباغه، ثم قول: أشهد أن لا إله إلا الله، وأنَّ محمدًا عبده ورسوله، تفتح لك أبواب الجنة الثَّمانية، تدخل من أيِّها شئت.
وَعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ الله وَرَسُولُهُ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ التَّوَّابِينَ وَاجْعَلْنِي مِنَ الْمُتَطَهِّرِينَ، فُتِحَتْ لَهُ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابِ الجَنَّةِ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ).
وعن ابن مسعود رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا فرغ أحدكم من طهوره فليشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله، ثم يصلي عليه، فإذا قال ذلك فتحت له أبواب الرحمة).
وعَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (مَنْ تَوَضَّأَ فَغَسَلَ كَفَّيْهِ ثَلَاثًا، وَاسْتَنْثَرَ ثَلَاثًا، وَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ ثَلَاثًا، وَمَسَحَ رَأْسَهُ ثَلَاثًا، وَغَسَلَ رِجْلَيْهِ ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ قَبْلَ أَنْ يَتَكَلَّمَ غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَ الْوُضُوئَيْنِ).
وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيّ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (مَنْ تَوَضَّأَ فَقَالَ: سُبْحَانَكَ اللهُمَّ، وَبِحَمْدِكَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ، كُتِبَ فِي رَقٍّ ثُمَّ طُبِعَ بِطَابَعٍ فَلَمْ يُكْسَرْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَة).
وورد عن النسائي عن المعتمر بن سليمان قال: سمعت عباداً يعني بن عباد بن علقمة يقول: سمعت أبا مجلز يقول: قال أبو موسى: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوضأ فسمعته يدعو يقول: اللهم اغفر لي ذنبي ووسع لي في داري وبارك لي في رزقي، قال: فقلت: يا نبي الله لقد سمعتك تدعو بكذا وكذا، قال: وهل تركن من شيء.