هل تعبك في الحياة أوصلك لأن تتمنى نزول المسيح الدجال؟.. ربما هناك متاعب ومصاعب على الإنسان، تنوء بمن يعيش فيها، لكن وهلا خلقنا إلا لنصبر على ما ابتلينا به؟.. فكيف بنا نتمنى نزول الدجال، ولا نتمنى نزول الرحمات من الله وهي أقرب وأشد تثبيتًا.
فقد ورد عن عبيد بن طفيل أبو سيدان العبسي قال : سمعت شدادا أبا عمار ، يقول : قال حذيفة : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ليأتين على أمتي زمان يتمنون فيه الدجال »، قلت : يا رسول الله ، بأبي أنت وأمي ، مم ذاك ؟ قال : «مما يلقون من العناء والعناء».
فالنبي الأكرم صلى الله عليه وسلم وإن تحدث عن هذا الزمان، لكن ليس هذا معناه أن ننسى التفكر في تدابير الله، وحسن الظن به ليخرجنا مما نحن فيه إلى ما هو أعظم وأجل.
الصبر الجميل
تعرض المسلمون الأوائل لشتى أنواع العذاب، حتى أن بعضهم كان يتمنى الموت.. لكن بالصبر أخرجهم الله عز وجل مما كانوا فيه، حتى ملكوا الدنيا وما فيها.. فهذا عمار بن ياسر وهو وأهله من الصحابة الأوائل الكرام، تعرض لتعذيب شديد هو وأهله، حتى قتلت أمه سمية أمام عينه، إلا أنه صبر وتحمل، فكانت النتيجة أن كان بين المسلمين الذين انتصروا على الكفار فيما بعد، ورأى بعينه نصر الله.
هكذا الآن، فإن من ييأس من رحمة الله يعيش عمره كله في ضيق نفسي لا ينتهي، بينما من يصبر يقينًا في فرج الله، فإن فرج الله لآتٍ مهما تأخر، فالله تعالى يبتلي بعض عباده فيضيق عليهم لينظر أيصبرون ويتورعون عن الحرام أم يقنطون وييأسون ويتناولون ما حرم الله؟.
قال تعالى: «فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ * وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ» (الفجر: 15-16).
اقرأ أيضا:
وانتهت الأيام العشر.. فهل انفض مولد (الإيمانيات)؟الرضا بقضاء الله
الخير كله في الرضا بقضاء الله عز وجل مهما تأخر الفرج، لأن الشك في حكمة الله إن صار اعتقادا للإنسان أفسد عليه دينه وإيمانه، وأما الوسوسة فكراهية العبد لها وخوفه ونفوره منها علامة على الإيمان وصحة الاعتقاد.
فقد جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به؟ قال: «وقد وجدتموه؟»، قالوا: نعم، قال: «ذاك صريح الإيمان»، إذن لمن أراد كل الإيمان عليه أن يوقن في الله عز وجل مهما اشتدت عليه المصائب، وتباطئ الفرج.