عمر نبيل
عند الموت، يتمنى العبد لو كانت حياته كلها دقيقة واحدة، عمل فيها حسنة، ثم مات، لكن مع الأسف كثير منا، لدى موته سيجد أمورًا تعوّد عليه تخذله، وربما كان يظن أن هذا الأمور سيمر مرور الكرام، وهي الذنوب والمعاصي والشهوات، فإنها تخذله خذلان الشيطان له، فيجتمع عليه الخذلان مع ضعف الإيمان فيقع والعياذ في سوء الخاتمة.
فمن تعمد الذنوب في الدنيا لا ينتظر أن يثبته الله عند موته: «يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ » (إبراهيم: 27).
سوء الخاتمة
فترى الإنسان طوال حياته يستنكف عن السير خلف ما جاء به نبيه الأكرم صلى الله عليه وسلم، ويتمسك والعياذ بالله بطريق الشيطان، ويفوته لحظة الموت، والتي ما أن تأتي حتى يتذكر موقفه من الله عز وجل، ويتمنى لو يعود إلى الدنيا فيفعل الطيب، ولكن هيهات.
اقرأ أيضا:
الترفيه في الإسلام: متعة مباحة ضمن هذه الضوابطيقول المولى عز وجل في كتابه الكريم محذرًا إيانا من هذه اللحظة: «وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا » (النساء: 173).
كأن الإنسان رضي بالحياة الدنيا، وتصور أنها خالدة ودائمة ولن يبعث يومًا، ولن يقف بين يدي الله يومًا.. فيخذل يوم موته لأنه لن يجد بجانبه إلا عمله السيء والعياذ بالله.
قال تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ * أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ » (يونس: 7، 8).
كراهية لقاء الله
للأسف ، هناك من كان يحب ذلك، إلا أنه يكره لقاء الله، فبالتالي يكره الله لقاءه.
فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه»، فقلت: يا نبي الله، أكراهية الموت، فكلنا نكره الموت؟ فقال: «ليس كذلك، ولكن المؤمن إذا بشر برحمة الله ورضوانه وجنته، أحب لقاء الله، وإن الكافر إذا بشر بعذاب الله وسخطه، كره لقاء الله وكره الله لقاءه».
عزيزي المسلم، وهبك الله الدين الخاتم، فكيف لك أن تعطه ظهرك، وتبتعد، وكأنك في حالة سُكر.. ألم تحن لحظة الإفاقة؟.. ألم تسمع قوله تعالى: «رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ * ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ » (الحجر: 2، 3).
إذا توقفت أمام هذه الآية فاعلم أن قلبك مازال مع الله ويخشاه، أما إذا مررت عليها مرور الكرام، فاعلم أنك في مشكلة تحتاج وقفة كبيرة وعودة إلى الله عز وجل.