مرحبًا بك يا عزيزتي..
قلبي معك، لا لأنك صرت عانسصا وانتهى أمرك كما تقولين، أو ربما يقول لك من حولك، وهو ما يشيع في مجتمعاتنا، ولكن لأنني أقدر مشاعرك، وحزنك، وقلقك، وربما احباطك.
أما مكان العمل فليس وحده مصدر الحصول على شريك حياة يا عزيزتي، فكثيرات يعملن في أماكن تضج بالرجال، ولا تعثر على شريك مناسب.
أتفهم الأمر، ولكن ادراك أن الزواج "رزق" وأحيانًا كثيرة نبذل الأسباب ولا نحصل على هذا الرزق، فكل شيء بأوان لا يعلمه إلا الله، يخفف الأمر كثيرًا من ناحية التفكير والقلق.
عزيزتي، لاشك أنك تعرفين أنها أزمة عامة، ولأسباب كثيرة، متعددة، اغلبها يخرج عن نطاق تحكمك كفتاة، من أسباب
إقتصادية واجتماعية وغلاء، إلخ، مما يصعب على كثير من الشباب التقدم للزواج؛ لعدم توافر المسكن، والدخل محدود، وأيضا تتوالى العادات والتقاليد التي تقف عقبة في الطريق، أو لحيرة الشباب في الاختيار.
الحل هو أن تخرجي كل هذه الأفكار البائسة المحبطة من عقلك، فكرة أنك عانس، فكرة أن مكان عملك هو السبب، فكرة أن ما هو حاصل لك نهاية العالم.
القبول وأن تعيشي هنا والآن، هو الحل، فالزواج جزء من الحياة، وليس كل الحياة، هذه فكرة حقيقية وايجابية، أرجو أن تشغلك، وتتشبعي بها، فتفعلي واجب الوقت ولا تعيشي في الأحزان أو الأوهام، اقتربي من ذاتك يا عزيزتي، واكتشفي مهراتك وقدراتك، وانشغلي بتفعيلها حتى يأتيك رزق الزواج، باختصار استمتعي بالأرزاق الأخرى المتوافرة في محيطك ولا تنشغلي بما لم يأت بعد.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.