مرحبًا بك يا عزيزتي..
قلبي معك، فأنا أقدر تمامًا مشاعرك، وأتفهم موقفك.
أما خيانتك من عدمها فأنت في علاقات كلها سواء كانت مع زوج أو غيره تطيعين الله أولًا، فإخلاصك ووفاءك هو لله أولًا، وحتى تكوني نفسك، لا شخصًا آخر مزيفًا، أو منتقمًا، فحفظك لنفسك من الزلل هو من أجلك أنت في المقام الأول فالضرر وعدمه لك أوعليك.
أما حالتك معه الآن وصراخك في وجهه وافتعال المشكلات فما هذا سوى تنفيس عن غضبك الذي على ما يبدو لا زال هناك جزء منه مكبوت، على الرغمن أنك نفست بالفعل وضربت وكسرت كما ذكرت في رسالتك.
ما أراع يا عزيزتي أنه بإمكانك الحفاظ على حياتك الزوجية والأسرية، فكل الخيوط في يدك، وزوجك قد تاب وعاد وندم وهناك دليل أجده قوي وهو إلغاؤه لعقد العمل، فما هو المطلوب بعد؟!
من الذكاء أن تتجاوزي، وتسامحي، لأنه يستحق وفعل كل ما يؤيد هذا، وهو رجل فيما يبدو أيضًا صبور، فهناك رجال كثر يخطئون مثله ولا يسمحون بتكسير ولا ضرب ولا أي انفعال، أو يتخذون ضد هذا اجراءات ويرتكبون أفعالًا أكثر حمقًا بل قد يقلبون الطاولة على الزوجة، ويعاقبونها، وزوجك لم يفعل شيئًا من هذا ولا غيره، بل هو يشعر بخطئه بالفعل، ويدرك اساءته لذا يصبر على غضبك ويراه من حقك، فأرجو ألا تستمرى بما يؤدي إلى خسارة زوجك وخسارة حقك عنده أيضًا.
عزيزتي، أرجو أن تدركي ندم زوجك، وشعوره بالذنب، وتنتهزي الفرصة لفتح صفحة جديدة في حياتك معه، والطرق على الحديد وهو ساخن الآن بوضع خطوط رئيسية للتعامل، وتحديد المسئوليات، وقواعد حاكمة للبيت، وإعادة ترتيب نظام حياتكم فيما يتعلق بكل شيء، حتى تربية طفلتكم والتخطيط لقدوم إخوة لها، وتعليمهم، وخطط للسفر، وغيرها.
هذا هو واجب الوقت هنا والآن، وهو ما يجب أن تنبهي إليه، وليس تعليق المشانق وعقد جلسات محاكمة لشخص تائب، ومعتذر!
أرجو ألا تطول فترة عقوبة زوجك، وحرمانه من حقه في أن يجدك زوجة مسامحة، محبة، حتى لا يفلت كل شيء من بين يديك، سارعي للتعامل بذكاء مع الحدث، وبناء حياتك من جديد فهي الأبقى والأغلى، خاصة أن كل مسوغات البناء متوافرة.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.