كثير من الناس، حينما يتوضأ تراه صامتًا، وقد يرى في ذلك الفضل، لأن الوضوء من بدايات الصلاة، فلا يصح حسب عقليته، الحديث بما يخالط هذا الأمر.
والحقيقة أن رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم، ثبت عنه أنه كان يتحدث أثناء الوضوء، ولكن ليس كالحديث بين الناس وبعضها البعض، وإنما كان يتحدث بالدعاء إلى الله.
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يتوضأ فسمعته يقول: «اللهم اغفر لي ذنبي، ووسع لي في داري، وبارك لي في رزقي»، فقلت يا نبي الله لقد سمعتك تدعوا بكذا وكذا؟، قال: «وهل تراهن تركن من شيءٍ».
المستحب من الدعاء
فالدعاء أثناء الوضوء من الأمور التي أوصانا بها نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم، فهلا حافظنا عليها.
وهناك عدد من الأدعية المستحبة، أو تلك التي تواترت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك، يستحب أن يقول في أول الوضوء: «بسم الله الرحمن الرحيم»، وإن ترك التسمية في أول الوضوء قالها في أثنائه، كما يستحب للمتوضئ أن يقول في ابتداء وضوئه بعد التسمية : «أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله »، فيما يقال بعد الفراغ من الوضوء : « أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين ، سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك ».
اقرأ أيضا:
الاستغفار عند قبر النبي.. كيف ينفع أصحابه؟نظافة وطهارة
ارتباط نزول الماء على الجسم مرتبط بزوال الدنس، فيدعو الإنسان بإزالة الذنب، فيتطهر من الذنب كما يتطهر من الوسخ.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا تَوَضَّأَ الْعَبْدُ الْمُسْلِمُ - أَوِ الْمُؤْمِنُ - فَغَسَلَ وَجْهَهُ خَرَجَ مِنْ وَجْهِهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ نَظَرَ إِلَيْهَا بِعَيْنَيْهِ مَعَ الْمَاءِ - أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ -، فَإِذَا غَسَلَ يَدَيْهِ خَرَجَ مِنْ يَدَيْهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ كَانَ بَطَشَتْهَا يَدَاهُ مَعَ الْمَاءِ - أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ -، فَإِذَا غَسَلَ رِجْلَيْهِ خَرَجَتْ كُلُّ خَطِيئَةٍ مَشَتْهَا رِجْلَاهُ مَعَ الْمَاءِ - أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ - حَتَّى يَخْرُجَ نَقِيًّا مِنَ الذُّنُوبِ».
فإياك أن يصمت لسانك عن الدعاء وقت الوضوء، فإن الأمر هام جدًا، لأن الله يقبل دعاء العبد في هذه اللحظة، فلعل وعسى أن يتقبل الله منك صالح الأعمال، الوضوء وما تلاها من صلاة.