مرحبًا بك يا عزيزتي..
قلبي معك.
كما نقول مرارًا وتكرارًا، مسائل الزواج والطلاق قراراتها "مصيرية" تمامًا، هي مسألة حياة أو موت للعلاقة، لذا لا يجب أن يتخذها أحد نيابة عن أحد أبدًا.
وللمساعدة في اتخاذ القرار، لابد من ذكر تفاصيل، لذا لا تصلح الاستشارات المكتوبة ونقص المعلومات لاتخاذ قرار ومع ذلك سأحاول توضيح بعض الأمور لعلها تساعدك في أمرك.
لم تذكري أعمار أولادك، بنين أم بنات، ولا أعرف لم لا تتواصل البنت أو الولد مع والده بمجرد دخوله من البيت، وفي يوم الإجازة يطلب منه مشاركته في لعب أو حل مشكلة خاصة به؟ لم تنوبين أنت عنهم في علاقتهم مع والدهم؟ هل يرفض الأب؟ أم ماذا؟
ما ذكرته في رسالتك يشير إلى أب غير مسئول وزوج مستغني عن علاقته الزوجية، فما هي أسبابه لهذه السلوكيات غير السوية؟
القاعدة أن المشكلات الزوجية يتشارك في أسبابها وحدوثها طرفي العلاقة، ولأن زوجك غير حاضر، كطرف مهم، فهلا جلست مع نفسك بصراحة للكشف عن مشاركتك في حدوث هذه المشكلات بينكم وحدوث الجفاء، وانصرافه خارج البيت للبحث عن نساء غيرك.
لا أبرر له، ولكن لابد من بذل جهد لمعرفة أسباب هذه السلوكيات من قبله، ربما هناك مشاركة حجمها كبير من قبلك، وربما هو شخصية مضطربة نفسيًا، وأنت ظلمت نفسك بالزواج منه.
يا عزيزتي، من حقك الخوف من أي "مجهول"، والطلاق بالطبع مصير مجهول، ولكن بيتك أيضًا "متصدع" والأولاد من تخافين عليهم من الطلاق يعيشون أيضًا في علاقات والدية وزوجية مضطربة وسيئة وتسبب الامراض النفسية.
لا طلاق بدون بذل جهد محترم وحقيقي للإصلاح أولًا، والجلوس مع نفسك وتقييم الوضع، وحساب خسائر ومكاسب حالتك في زيجتك المتصدعة، وفي حالة الطلاق، وبالطبع سترجح كفة أحدهم، وعليك الاختيار، فلا حلول جاهزة، وإنما واقع نقيسه، ومكاسب، وخسائر، وظروف، وقدرات تختلف من شخص لآخر.
عزيزتي، لو رجحت كفة الطلاق، فخططي له على مدار سنة أو أكثر بحسب ظروفك، ماليًا، ومعنويًا، فهناك 3 أطفال، والأمر ليس بهذه السهولة المتصورة.
وسعي دائرة معارفك، وأصدقائك، وقويّ علاقاتك بأهلك وأقاربك، خاصة من يتحلى بالحكمة والرجولة، فبعد الطلاق لابد أن يكون حولك بيئة داعمة لك ولأولادك.
اهتمي بنفسك وأولادك، ركزي على هذه الرعاية والعناية من كل الاتجاهات، مادية ومعنوية، ولا تنتظري مقابل من زوجك إزاء قيامك بواجبك كزوجة.
الخلاصة، لا تقدمي على خطوة الطلاق بدون بذل جهد للإصلاح، واعداد، وتخطيط لو فشل الإصلاح.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.