مرحبًا بك يا عزيزي..
أقدر مشاعرك وأتفهم موقفك وما تورطت فيه، نعم، ومع أن الوقت ليس وقت عتاب ولا تأنيب لكن من المناسب الاعتراف بالخطأ، فزواجك من فتاة من قريتك لم يكن مناسبًا بالمرة لطبيب سيقيم في أوروبا، مغامرة ومجافزة بلا شك قمت بها، وتعاني الآن من نتائجها الفادحة.
الأنسب، والأفضل، هو أن تبحث بعد السفر عن فتاة مسلمة مناسبة، متأقلمة مع المعيشة في هذا البلد، مما يسهل عليك الكثير.
وهو ما حدث بالفعل، ولكن مع كل أسف كنت قد تزوجت، وقضي الأمر.
رسالتك وضعتني في حيرة عظيمة، فأنت ظلمت نفسك بتسرعك، وارتباطك بزوجتك، بدلًا من أن تستعين بمن تستشيره كصاحب تجربة سابقة مثلا في السفر للخارج، وظلمت زوجتك، كفتاة بسيطة، حلمت بزيجة تقليدية، تعيش من خلالها في كنف زوجها في أمان وطمأنينة، فوجدت نفسها فجأة مغتربة ، بعيدًا عن وطنها، وأهلها، وعاداتها وتقاليدها ودينها وكل شيء، ومطلوب منها بذل الجهد للتعايش والتكيف والتأقلم، معنويًا وماديًا، وقد أثقلها الحمل، وما يصحبه من تغييرات، ووجدت أن حياتها انقلبت بذا كله رأسًا على عقب، أضف إليه شجارات ومشكلات مع زوجها الذي هو سندها وأمانها الوحيد في هذه الغربة.
أقول هذا لأنك يجب أن تتفهم وضع زوجتك قبل أن تعلق لها المشانق، لقد تركت هذا كله، واستسلسمت لمشاعرك واحساسك بالفقد لزوجة متفهمة تدعمك فاستجبت لمشاعر انجذاب ناحية امرأة يتمثل فيها ما تريد، وها أنت تتسرع مرة أخرى!
أخشي يا عزيزي أن يكون هذا التسرع من سمات شخصيتك، وهذا مؤشر خطر أنك ربما تعاني كثيرًا في حياتك، خاصة عندما يكون التسرع في قرارات مصيرية كهذه القرارات.
مرة أخرى، أقول هذا لتنتبه، وتتيقظ لنفسك، ومشاعرك، وأفكارك، وسلوكك، فأنت الآن لست الشاب الأعزب، بل الزوج والأب والمغترب، أنت الشخص المسئول، القوام.
سؤالك أن تتخذ زوجة أخرى فتصبح معددًا للزوجات، أو تطلق الأولى وترتبط بالأخرى الأنسب لك كما تقول، هو سؤال مشروع لكن لن يجيب عنه غيرك، ولن يتخذ القرار بشأنه سواك، بعد بذل جهد للإصلاح مع زوجتك الأولى، والصبر عليها، فالوقت جزء من العلاج للتعايش والتأقلم، وليس معنى أن تتأقلم أنت أن يحدث هذا لديها بالضرورة، فالناس يختلفون ولابد من احترام هذه الاختلافات في الاستجابات للمجتمع المحيط، وما هو مطلوب من تغييرات، ومراعاة فارق السرعات، المرتبط بسمات الشخصية، وغيره من عوامل متشابكة، ومعقدة، تمامًا كتعقيد الإنسان وخلقته.
الخلاصة، لو جمعت بينهما يا عزيزي فمطلوب منك "العدل"، ولو طلقت فمطلوب منك أن تفارق بإحسان، وتكفل لطفلك الرعاية الأبوية المادية والمعنوية، فاختر لنفسك وفق هذه الضوابط، ودمت بخير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
لتجنب خيانته.. كيف تشبعين احتياجات زوجك؟اقرأ أيضا:
زوجة ثانية وأشعر أن زوجي خدعني فحقوقي العاطفية كلها مهضومة .. ما الحل؟