مرحبًا بك يا عزيزتي..
قلبي معك.
صغيرة أنت يا ابنتي على تحمل قلبك لمثل هذه الحادثات الثقال.
تحتاجين إلى نضج وتماسك عظيم، فأنا أتفهم تمامًا موقفك الصعب، ومشاعرك المتألمة.
وحتى يحدث هذا لديك ستحتاج هذه المسألة إلى كثير من الضبط والتحرير، والتفهم لطبيعة البشر، ومنهم والدتك ووالدك.
تحتاجين يا ابنتي لتصور وضع والدتك كبشر، وزوجة، وأنثى، وهنا أنا لا أبرر فعلتها، فما تفعله خطأ، لا يختلف عليه عاقلان، ولكن المطلوب هنا ليس ادانتها ولا تعليق المشانق ولا تخريب حياتها الزوجية وعلاقاتها الوالدية ، وإنما انقاذ ومساعدة انسان متعثر ، سقط في فخ الشهوة.
والدتك ووالدك مهما كانوا متدينين، أو يحبون بعضهم، هم بشر ضعيف مخلوق من طين، ومن الممكن أن يقعوا في المعاصي، والمحرمات، وهنا لابد أن نفكر كعاقلين راشدين وأنت هكذا.
لابد من بذل محاولات لتعديل وضعكم الأسري غير الجيد هذا، فما رأيك أن تقترحي على والدك الاكتفاء من سفره والعودة للعيش معكم، أو اصطحابكم معه؟!
جربي ولن تخسري شيء، على أن تلتزمي اخبار والدك أن السبب هو اشتياقكم له وعدم استغناؤكم عنه ولا بأس أن تفصحي له عن تأثرك النفسي مثلًا بسبب بعده عنكم.
والدتك لا تفكر في حلول جيدة للأسف لما تعانيه، هي غالبًا
تعاني من "وحدة"، و"عدم شعور بالحب والاهتمام والتقدير"، فما رأيك أن تقومي بدور إيجابي بالاقتراب منها، ومصاقدتها، ومشاركتها همومها، واهتماماتها، ومشاركتها عرض لحلول جيدة تبعدها عن هذه الشهوات والشبهات والورطات؟
والدتك يا ابنتي تحتاج إلى دورك كإبنة، تخفف عنها شعورها بالوحدة، والعبء، لغياب الأب، والتفريج عنها، ومواساتها، ومشاركتها، لا التفرج عليها، والأخذ والمطالبة، واطلاق الاحكام.
والدتك تحتاج إلى الشفقة، لا الكراهية والاحتقار، تحتاج إلى وضعها بين اختيارات جيدة حتى لا تنطلق باحثة عن اشباع احتياجاتها النفسية المهدرة من مصادر خاطئة هكذا، ومشينة.
هذا هو دورك كإبنة يا عزيزتي، فحاولي القيام به، ودمت بكل خير ووعي وسكينة.