أخبار

كل ما تريد معرفته عن برامج عمرو خالد خلال مسيرته الدعوية

الدكتور عمرو خالد الأكثر تأثيرًا بين الشباب العربي

مشروع الإحسان.. فكرة رائدة تستهدف إبراز المعاني الروحية في الإنسان

من "حماية" إلى "إوعى".. أبرز مبادرات د. عمرو خالد

ترك الصلاة فى المسجد هل يسوغ تأخيرها؟

من هو الدكتور عمرو خالد؟.. سيرة شخصية ومسيرة دعوية

تناول هذا الطعام قبل النوم يساعدك على التخلص من الشخير

علامة خفية تؤدي إلى أزمة قلبية و7 نصائح للوقاية منها

محبطات الأعمال العشرة.. احذر الوقوع فيها فتذهب حسناتك هباءً منثورًا

تسبيحة واحدة تجعلك من التائبين

كيف فضح الله الجن بموت سليمان؟.. قصة تدل على ضعفهم حتى لا تقع في شركهم

بقلم | أنس محمد | الاثنين 21 اكتوبر 2024 - 11:46 ص


حذر النبي صلى الله عليه وسلم، من وساوس الشيطان، ونبه على خطورة أن ينال الشيطان من اعتقاد الإنسان في أن هناك شيئًا يضر أو ينفع غير الله عز وجل، حيث يعد هذا من الشرك بالله، ومن أكثر ما يستعين به الإنسان ظنا منه في أنه ينفع أو يضر، هو الجن.

فقد يظن البعض أن الجن يستطيع أن يتنبأ بالغيب أو يعرفه، أو يظهر الحقائق ويسعد هذا ويشقي هذا، بالرغم من قول النبي صلى الله عليه وسلم: " قل لو اجتمعت الإنس والجن على أن ينفعوك بشيء ما نفعوك بشيء إلا قد كتبه الله لك، وإن اجتمعت الإنس والجن على أن يضروك بشيء ما ضروك بشيء إلا قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف".

فبعض الناس يعتقد أن الجن يستطيع أن يستخرج الكنوز من باطن الأرض، ويغني هذا ويعذب ذاك، في الوقت الذي ينصب فيه بعض أدعياء المعرفة من الذين يزعمون تسخير الجن، بأن يستخرجوا الأثار المدفونة تحت الأرض، أو الكنوز، ويقوم هؤلاء بالنصب على بعض الطامعين في حطام الدنيا من أجل الحصول على أموالهم بطريق غير مشروع، في حين لا يفكر هذا الطامع الجاهل بأنه لو كان هؤلاء يستطيعون تسخير الجن في استخراج الكنوز والأثار لاستخرجوها لأنفسهم وأغنوا ذاتهم بدل النصب على غيرهم.

فضلا عن أن الجن نفسه كائن ضعيف لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا، فما بالنا بأن ينفع أو يضر غيره.

موت سليمان


الجن كائن عاجز وإن كانت له خصوصية في ألا يراه بنو الإنسان، ومع ذلك الجن لا يستطيعون معرفة كل شيء حاضراً أو ماضياً، قال الله تعالى: فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ {سبأ:14}.

فقد كانت الجن تدعي علم الغيب فلما مات سليمان عليه السلام وخفي موته عليهم (فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ) قال الطبري: تبين أمرهم للناس أنهم كانوا يكذبونهم... وقد لبثوا يعملون له حولا.

وما يقوم به السحرة من أعمال السحر وتسخير الجن في أعمال الشر هو بقضاء الله، لقول الله تعالى: وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ {البقرة:102}.

فالسحرة لا تستطيع إضرار أحد إلا من قضى الله عليه أن ذلك يضره، وأما من دفع الله عنه الضرر وحفظه من مكروه السحر، فإنه لا يضره سحر السحرة، وهذا دليل على عدم قدرة الجن على فعل كل شيء، فلا يستطيعون نفع أحد إلا فيما قدره الله له.

وحكى لنا الله عز وجل حكاية ضعف الجن وعجزه حتى يبين للناس حقيقتهم، من خلال خبر وفاة سليمان وخفاء موته على الجن ليعلم الناس عدم اطلاعهم على الغيب، ولم يذكر المدة التي جلسوا يعملون فيها بعد موته، والتي قدرها بعض العلماء بسنة كاملة.

كان سليمان عليه السلام يتبتل فترة يخلو فيها بنفسه ويتزود لها فلا يدخل عليه أحد وصادف موته تلك الفترة، قال البغوي: قال أهل العلم: كان سليمان عليه السلام يتجرد في بيت المقدس السنة والسنتين والشهر والشهرين وأقل من ذلك أو أكثر يدخل فيه طعامه وشرابه فأدخله في المرة التي مات فيها.

وذكر القرطبي: كان رؤساء الجن سبعة وكانوا منقادين لسليمان عليه السلام وكان داود عليه السلام أسس بيت المقدس فلما مات أوصى إلى سليمان في إتمام مسجد بيت المقدس فأمر سليمان الجن به فلما دنا وفاته قال لأهله: لا تخبروهم بموتي حتى يتموا بناء المسجد وكان بقي لإتمامه سنة".

وكان قد أعطى الله سبحانه وتعالى لسيدنا سليمان عليه السلام مزايا فريدة، وصفات لم توجد في غيره من الأنبياء والرُّسل؛ حيث كان يتولّى الحكم، وقد فهَّمه الله لغة الطير، قال تعالى: (وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ ۖ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ)،[ النمل:16] وكان قادراً على التحكّم بالكثير من المخلوقات والكائنات كالإنس والجن والرياح والنحاس الذي يَلين بين يديه.


تسخير سليمان للجن


قال تعالى: (وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ ۖ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ ۖ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ* يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ ۚ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ)، [ سبأ:12-13].

قال الطبري: كان لسليمان مركب من خشب، وكان فيه ألف ركن، في كل ركن ألف بيت تركب فيه الجن والإنس، تحت كل ركن ألف شيطان، يرفعون ذلك المركب هم والعصار، فإذا ارتفع أتت الريح رخاء فسارت به وساروا معه، يقيل عند قوم بينه وبينهم شهر، ويمسي عند قوم بينه وبينهم شهر، ولا يدري القوم إلا وقد أظلهم معه الجيوش والجنود.

كما كان سليمان مَلكًا على الجن، وكان يُعاملهم بتمام العدل فيجازي المحسن ويحاسب المسيء، كما كان يستخدم مردة الجن بالأعمال النافعة لكف أذاهم وشرورهم.

قال -تعالى-: {..وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ ۖ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ * يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ ۚ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ }،[ سبأ، آية: 12-13].

عجز الجن عن معرفة وفاة سليمان عليه السلام


للجن قصة غريبة تدل على عجزهم مع سيدنا سليمان، حتى عند موته -عليه السلام- قال تعالى: {فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَىٰ مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ ۖ }،[سبأ، آية: 14].

وعن ابن مسعود وعن أناس من أصحاب رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: "كان سليمان يتجرد في بيت المقدس السنة والسنتين، والشهر والشهرين، وأقل من ذلك وأكثر، يَدخل طعامه وشرابه، فدخله في المرة التي مات فيها، وذلك أنه لم يكن يوم يصبح فيه، إلا تنبت فيه شجرة، فيسألها: ما اسمك؟ فتقول الشجرة: اسمي كذا وكذا، فيقول لها: لأي شيء نبت، فتقول: نبت لكذا وكذا. فيأمر بها فتقطع؛ فإن كانت نبتت لغرس غرسها، وإن كانت نبتت لدواء قالت: نبت دواء لكذا وكذا، فيجعلها كذلك.

حتى نبتت شجرة يقال لها الخروبة، فسألها ما اسمك؟ فقالت له: أنا الخروبة، فقال: لأي شيء نبتِّ، قالت: لخراب هذا المسجد، قال سليمان: ما كان الله ليخربه وأنا حي، أنت التي على وجهك هلاكي وخراب بيت المقدس، فنـزعها وغرسها في حائط له ثم دخل المحراب، فقام يصلي متكئًا على عصاه، فمات ولا تعلم به الشياطين في ذلك، وهم يعملون له يخافون أن يخرج فيعاقبهم.

وكانت الشياطين تجتمع حول المحراب، وكان المحراب له كُوىً بين يديه وخلفه، وكان الشيطان الذي يريد أن يخلع يقول: ألست جلدًا إن دخلت، فخرجت من الجانب الآخر، فدخل شيطان من أولئك فمر، ولم يكن شيطان ينظر إلى سليمان في المحراب إلا احترق، فمر ولم يسمع صوت سليمان عليه السلام ، ثم رجع فلم يسمع، ثم رجع فوقع في البيت فلم يحترق، ونظر إلى سليمان قد سقط فخرج فأخبر الناس أن سليمان قد مات، ففتحوا عنه فأخرجوه ووجدوا منسأته، وهي العصا بلسان الحبشة قد أكلتها الأرضة، ولم يعلموا منذ كم مات، فوضعوا الأرضة على العصا، فأكلت منها يومًا وليلة، ثم حسبوا على ذلك النحو، فوجدوه قد مات منذ سنة ".

  • فبقاء سليمان -عليه السلام- على كرسيه مدة من الزمن والجن لا تعلم بموته، أكبر دليل على أن الجن لا يعلمون بالمستقبل وإنما هذا العلم مما اختص به الله -سبحانه وتعالى.

الكلمات المفتاحية

عجز الجن عن معرفة وفاة سليمان عليه السلام تسخير سليمان للجن كيف مات سيدنا سليمان؟

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled حذر النبي صلى الله عليه وسلم، من وساوس الشيطان، ونبه على خطورة أن ينال الشيطان من اعتقاد الإنسان في أن هناك شيئًا يضر أو ينفع غير الله عز وجل، حيث يعد