تحتار الأم عند وفاة قريب للأسرة، سواء كان قريب جدًا يعرفه الطفل كالجد، الجدة، أحد الأعمام، الأخوال، إلخ أو بعيد نسبيًا كخال الأم أو عمها المسافر مثلًا، المهم أن مدى قرب الطفل منه، ومعرفته له، ضئيلة أو منعدمة.
فما الذي يجب أن نقوله أو نفعله كأمهات وآباء عند وفاة قريب للأسرة، لطفلنا/طفلتنا؟!
لاشك أن خبر الوفاة، وفقد أحد أفراد العائلة، أو الأسرة هو من أشد الأمور قسوة لما يتبعه من مشاعر مؤلمة، إذ تكون التجربة بالنسبة للأطفال على وجه الخصوص صعبة ومربكة.
فالأطفال مثلًا أقل من عمر 5 أعوام، لا يستوعبون مفهوم ومعنى "الموت"، ومن ثم ليس لديهم إدراك أن من مات لن نراه مرة أخرى، لذا تجده يسأل أين جدي مثلًا، أو أين والدي، لماذا لم يأتي اليوم، وهكذا.
كما تختلف ردود الأفعال من طفل، لآخر، فمنهم من سيتعلق بأهله بشكل زائد، ومنهم من سيبلل سريره وتبدأ المعاناة من تبول لا إرادي ليلًا، ومنهم من قد يصاب بالتهتهة مثلًا، إلخ.
وكل ردود الأفعال هذه بحسب الاختصاصيين تعد طبيعية، ستأخذ وقتها، ويعود الطفل إلى حالته الطبيعية.
اقرأ أيضا:
زوجتي طفلة كلما غضبت خاصمتني وذهبت لبيت أهلها.. ماذا أفعل؟أما الأطفال فوق عمر 6 أعوام وحتى 11 عامًا، فيكون لديهم إدراك أن المتوفى لن يعود، ولن يرونه مرة أخرى، مما ينتج عنه خوف من "الفقد" للأم، الأب، الأخ، إلخ، لذا قد تجدهم يسألون عن "التفاصيل"، ما الذي حدث، ولماذا، عند سماع خبر الفقد أو الموت، ويعبرون عن غضبهم بعنف ظاهر في شكل بكاء، وصراخ، أو عنف مكتوم بانسحاب من الحياة واعتزال الناس والشكوى من آلام جسدية.
إذا تختلف ردود فعل الطفل بحسب مرحلته العمرية، ودرجة قرابة الشخص المتوفى منه، وبحسب قدرته العقلية .
والمشترك بين هذه الاختلافات كلها أن الطفل لابد أن يمر بكل مراحل صدمة الفقد، ومشاعرها، بدون أي تشابه بين طفل وآخر ولو كانوا إخوة أشقاء.
وينصح الاختصاصيون بعدم الكذب على الأطفال عند وفاة قريب مهما تكن درجة قرابته "أم، أب،أخ"، بمبرر حماية الطفل من الحزن، والألم، فهذا يضره وليس العكس، بل يجب إخبار الطفل والصدق معه.
اقرأ أيضا:
صديقتي تريد الانتحار وأهلها رافضون ذهابها إلى طبيب نفسي .. كيف أنقذها؟وحتى يتم الإخبار بخبر الوفاة بشكل صحي، ينصح الاختصاصيون باتباع التالي:
- اختر مكانًا يحب الطفل الجلوس فيه، سرير، كنبة، إلخ، على أن يكون هذا المكان آمنًا، واحتضنه، أو دعه يجلس في حضنك، ولو لديه لعبة يحبها كدمية مثلًا دعه يصطحبها معه، أو يحتضنها كما يحب.- راجع مع الطفل مشاعره، فبعض الأطفال يشعرون بالذنب، ويعتقدون أنهم السبب، عندما تحدث أي مصيبة، ومنها مصيبة الوفاة.
- شجع الطفل على التعبير عن مشاعره، وأنه ليس عيبًا ولا حرامًا أن يحزن ويعبر عن هذا الحزن.
- ابحث عن طريقة يتواصل بها الطفل مع الشخص المتوفي كالرسم، أو كتابة خطاب له، أو الغناء، إلخ.
- تحدث عن الشخص المتوفى بشكل عادي وتلقائي، ولا تعتقد أن تجنب ذكر اسمه حماية لطفلك ومشاعره.
- روتين طفلك اليومي من الأشياء المهمة التي ستساعده كثيرًا على استيعاب، وتجاوز، ألم الفقد، لذا حافظ عليه قدر المستطاع.اقرأ أيضا:
أعاقب أطفالي بمنعهم من الأطعمة التي يحبونها.. هل تصرفي خاطيء؟