السنة النبوية هي الدليل على حسن الخلق، وبيان كيف يتعامل الناس مع بعضهم البعض، دون تعد أو جور من أحد على أحد.
وهناك 4 أحاديث حددها العلماء تجمع أصول الأخلاق والآداب، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت»، وأيضًا قوله صلى الله عليه وسلم: «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه»، كما يروى أن رجلا قال للنبي الأكرم صلى الله عليه وسلم (أوصني)، فقال له: لا تغضب، فظل الرجل يرددها، ورسول الله عليه الصلاة والسلام يؤكد عليه (لا تغضب)، وفي الحديث الرابع، يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه».
الخلق الطيب
أهل العلم يصفون الصمت بأنه الخلق الطيب، ذلك أنه لا يصدر من صاحبه أي شيء يضره، فالإنسان حين يريد أن يستجمع أفكاره ويراجع أعماله، ويقيس في الحياة أموره وأحواله فإنه لابد له أن يجنح إلى الصمت، فالصمت سمة من سمات المؤمنين، وصفة من صفات العقلاء المفكرين، أوصى به الإسلام، فقد دعا المولى عباده إلى الصمت بتنبيههم على المؤاخذة على الكلام، فقال تعالى: «مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ» (ق:18).
أيضًا من كمال الآداب ألا يتدخل الإنسان فيما لا يعنيه، فعلى المسلم أن يبتعد عن اللغو والفضول في الكلام، وعن النقاشات العقيمة على وسائل التواصل الاجتماعي التي لا تسمن ولا تغني من جوع، بل أصبحت مادة دسمة لضعاف النفوس، فإن الاختلاف موجود منذ الأزل، والرأي وارد، والتنوع مطلوب، قال تعالى: «وَلَوْلاَ دَفْعُ الله الناس بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأرض»، لذا علينا أن نرحم الناس عند الاختلاف بدلًا عن تجريحهم.
اقرأ أيضا:
بر أباك يبرك ولدك.. "كما تدين تدان"الخلق المذموم
في المقابل ذم رسول الله صلى الله عليه وسلم، الغضب، وحث على عدم اتباعه، لأنه يخرج صاحبه عن ورعه وحكمته، فيقول ما لا يحمد عقباه، فلذا كان من دعاء النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «وأسألك كلمة الحق في الغضب والرضا»، فالواجب علينا العدل مع الناس كلهم، ومع من يقع منهم أذى لنا قولاً أو فعلاً.
أيضًا الإسلام يحث على حب الخير للناس كلها، فلا يصح أن يكون هناك مسلمًا يؤمن بالله واليوم الآخر، ولا يحب الخير للناس.. فقد ثبت في الصحيح عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من دل على خير فله مثل أجر فاعله».
وهو ما أكده المولى عز وجل في قوله تعالى: « وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ » (المائدة: 2)، فالؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص، يشد بعضه بعضا، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى».