لم يجمع الفقهاء وأهل العلم أجماعهم علي ما لصلاة الجماعة من فضل عظيم وثواب جزيل؛ فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «صَلاَةُ الجَمَاعَةِ تَفْضُلُ صَلاَةَ الفَذِّ بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً».
بل أن السعي إلى صلاة الجماعة في المسجد من خير الأعمال وأسناها، قال سيدنا رسول الله ﷺ: «مَن توضَّأَ للصلاةِ فأَسْبَغَ الوضوءَ، ثمَّ مشَى إلى الصَّلاةِ المكتوبةِ فصلَّاها مع الناسِ، أو مع الجماعةِ، أو في المسجِدِ، غَفَرَ اللهُ له ذُنوبَه» [أخرجه مسلم]، وهو ترغيب وتوجيه نبويٌّ للرجال دون النساء.
مركز الأزهر العالمي للفتوي الإليكترونية تطرق في منشوره الذي تم بثه علي صفحته الرسمية علي شبكة التواصل الاجتماعي "فيس بوك "إلي العديد من أحكام صلاة الجماعة للنساءمشيرا إلي إقراره بثواب ذهاب المرأة إلى المسجد لحضور صلاة الجماعة؛ فإن صلاتها في بيتها أفضل؛
وبحسب المركز فقد روي عَنْ أُمِّ حُمَيْدٍ امْرَأَةِ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ، أَنَّهَا جَاءَتِ النَّبِيَّ ﷺ فَقَالَتْ: «يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أُحِبُّ الصَّلَاةَ مَعَكَ، قَالَ: «قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكِ تُحِبِّينَ الصَّلَاةَ مَعِي، وَصَلَاتُكِ فِي بَيْتِكِ خَيْرٌ لَكِ مِنْ صَلَاتِكِ فِي حُجْرَتِكِ، وَصَلَاتُكِ فِي حُجْرَتِكِ خَيْرٌ مِنْ صَلَاتِكِ فِي دَارِكِ، وَصَلَاتُكِ فِي دَارِكِ خَيْرٌ لَكِ مِنْ صَلَاتِكِ فِي مَسْجِدِ قَوْمِكِ، وَصَلَاتُكِ فِي مَسْجِدِ قَوْمِكِ خَيْرٌ لَكِ مِنْ صَلَاتِكِ فِي مَسْجِدِي»، قَالَ: فَأَمَرَتْ فَبُنِيَ لَهَا مَسْجِدٌ فِي أَقْصَى شَيْءٍ مِنْ بَيْتِهَا وَأَظْلَمِهِ، فَكَانَتْ تُصَلِّي فِيهِ حَتَّى لَقِيَتِ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ. [أخرجه أحمد]
واشار المركز إلي أن صلاة المرأة في المسجد تكون بإذن زوجها، ويُستحبُّ له أن يأذن لها إنْ أَمِنَ عليها الفتنة، والطريق، ولم يخش إصابتها بسوء، وهو مذهبُ جمهور الفقهاء؛ فعَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قال: "لا تَمنَعوا إِماءَ الله مَسَاجدَ الله" [مُتَّفقٌ عليه]، مع مُراعاة ضوابط خروج المرأة من منزلها؛ من ارتداء الحجاب، وعدم التَّطيُّب والتَّزيُّن؛ فعَنْ زَيْنَبَ، امْرَأَةِ عَبْدِ اللهِ، قَالَتْ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إِذَا شَهِدَتْ إِحْدَاكُنَّ الْمَسْجِدَ فَلَا تَمَسَّ طِيبًا».
كما أجاز المركز للمرأة أن تَؤُم مثيلاتها من النساء في صلاة جماعة؛ فعَنْ أُمِّ وَرَقَةَ بِنْتِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ «أن رَسُول اللَّهِ ﷺ كَانَ يَزُورُهَا فِي بَيْتِهَا وَجَعَلَ لَهَا مُؤَذِّنًا يُؤَذِّنُ لَهَا، وَأَمَرَهَا أَنْ تَؤُمَّ أَهْلَ دَارِهَا». "أخرجه أبو داود]
ونبه المركز إلي إنْ أمَّت المرأة امرأةً واحدة أوقفتها عَن يمينها غير مُتقدِّمة عليها، وإنْ كانتا اثنتين فأكثر وَقَفت وسطهنّ ولا تتقدَّم عليهنّ أيضًا؛ فعَنْ رَائِطَةَ الْحَنَفِيَّةِ «أَنَّ عَائِشَةَ أَمَّتْ نِسْوَةً فِي الْمَكْتُوبَةِ فَأَمَّتْهُنَّ بَيْنَهُنَّ وَسَطًا». [أخرجه البيهقي في سننه]
ويجوز أن تجهرُ المرأة بالقراءة عند إمامتها للنساء في الصلاة الجهرية، ولا بأس إنْ سَمِعها أحد محارمهاوإن كانت في حضور أجانب عنها خَفَّضت مِن صوتها.
اقرأ أيضا:
تعرف على آخر وقت التكبير في عيد الأضحىوكذلك لا بأس أن تؤمَّ المرأة أطفالها من البنات، والبنين غير الممَيِّزين، فإن كان بينهم صبيٌّ مُميِّز لم تصح إمامتها له، وإن صلى هو إمامًا بهنَّ فصلاة الجميع صحيحة.
ومن البديهي الإشارة إلي أنه تجوز إمامة الصَّبِيَّة المُميِّزة للنساء كوالدتها وقريباتها؛ قياسًا على صحة إمامة الصَّبي المُميِّز.