لماذا يخون الأزواج زوجاتهم .. هل المشكلة في الزوج أم الزوجة؟
بقلم |
محمد جمال حليم |
الخميس 23 ديسمبر 2021 - 06:40 م
تبين مروة عبد الحميد استشاري العلاقات الأسرية والتربوية أن ظاهرة الخيانة الزوجية من أقوي وأبرز الظواهر الاجتماعية انتشاراً وأكثرها تدميراً للصحة النفسية. وأتحدث هنا عن الصحة النفسية لكافة الأفراد المعنيين والذين تربطهم علاقة قوية بحدث الخيانة نفسها. وتضيف أن الزوجة بالطبع هي المتأثر الأول بسبب الألم النفسي الرهيب التي تقع تحت طائلته. وكذلك الأولاد - إن وجد ـ حيث أنهم يستشعرون حجم الانكسار الذي تمر به الأسرة مهما كانت أعمارهم وبغض النظر عن إدراكهم للواقع بشكل كامل أم لا. وتلفت "عبد الحميد" إلى أنه يجب ألا ننسي الزوج صاحب قرار الخيانة، ولكننا لن نتذكره هنا لإلقاء اللوم عليه، ولكن للتحدث عمّا يدور بنفسه وعقله بسبب انعدام الاستقرار والشعور الدائم بالحاجة للهروب أو الإنكار والتشتت الكبير الذي يشعر به أي إنسان في هذا الموقف. وأخيراً، الطرف الآخر.. الإنسانة التي أقدمت علي علاقة محرّمة شرعاً وأخلاقاً مع رجل متزوج وننظر إليها الآن نظرة شفقة – لما يدور ببالها من أفكار غير مستقرة ومشتتة، والإحساس بالتيه الشديد الذي لا يمكنها الخروج منه. ونشفق عليها جهلها بما سببته من ألم نفسي للجميع بما فيهم نفسها هي شخصياً وكل ذلك من أجل سويعات قليلة من السعادة الزائفة التي تظن أنها أدركتها بهذه العلاقة الخطرة.
وتذكر أنه عند اكتشاف الخيانة، يتسرع البعض في البحث عن سبب لخيانة الزوج. سرعان ما نتوقع أنه لابد من وجود دافع قوي دفع الزوج لارتكاب مثل هذا الإثم الكبير. ومع الأسف الشديد، تقع الزوجة غالباً ضحية هذا التفكير حيث يكاد يلومها الجميع علي إهمالها للزوج تارة، وعلي انشغالها بعملها تارة أخرى. وفي أحيانٍ أخري، يكون الزوج هو محط اللوم الكبير. وذلك لأن لدي معظم النساء تخيّل أن الولاء والوفاء هو دور الرجل وحده وأن عليه أن يظل وفيّاً لها طيلة حياته وتتوقع أن انشغاله بالعمل وبتدبير أمور الحياة أمر كاف يحميه من وساوس الشياطين وتمنعها عنه.
وتنصح بأهمية الامتناع فوراً عن تلك الادعاءات – وإن كانت حقيقية أحياناً – وأن ندّخر جهدنا للحديث عن الثغرات الزوجية الحقيقة والمنتشرة والتي تعتبر هي محط اللوم الأساسي لوقوع الزوج أو الزوجة في فخ الخيانة الزوجية والعياذ بالله. كما أن علينا الإنصاف في نظرتنا للزوجين وأدوارهم التي يقوما بها داخل العلاقة الزوجية. فمسئولية نجاح الزواج موزّعة عدلاً علي الطرفان. فإذا وقع أحدهما في خطأ، فالمسئولية عن تلك الخطأ تكون موزّعة أيضاً علي الطرفين. ولعل بارقة الأمل في هذا الموضوع هي اشتراك الطرفان أيضاً في إيجاد الحلول لتلك الثغرات وإعادة بناء الأسرة بناءً صلباً قوياً علي أسس علمية شرعية واضحة تبث فيهما الأمل والسعادة والإيجابية.
وتشير إلى أن هناك بعض الأخطاء في الحياة الزوجية التي قد يقع فيها البعض وتكون سبباً رئيسياً في وقوع الخيانة الزوجية:
1.قلة اهتمام الطرفين ببعضهما البعض بعد الزواج وانتهاء فترة "شهر العسل" وبداية تكوين الأسرة. هذا الأمر يترك الزوج في حالة من الملل العاطفي والزوجة في حالة من الوحدة والحزن. فإذا أردنا حياة زوجية سعيدة ومستقرة، علينا ألا نستسلم لضغوط الحياة الجديدة ونضحي بالحب الذي جمعنا في الأساس.. به اجتمعنا وعليه نعمل وبه نستمر. لابد من رعاية الحب والود والرحمة.
2.البعد عن الله. إذا تركنا فجوة في علاقاتنا مع الله – سبحانه وتعالي – كثيراً ما يتسلل إلينا الشيطان من داخل تلك الفجوة ليحتنكننا ويوقعنا في شتي أنواع المعاصي والآثام. وعليه، أنصح جميع الأزواج بالاجتماع علي العبادة سوياً مرة في اليوم علي الأقل حتي يحصنوا أنفسهم وقلوبهم من وساوس الشيطان ويرض الله عنهم ويصرف عنهم شرور أنفسهم.
3.قلة التقدير. غالباً ما ينشغل الزوج في دوامة الحياة وينسي زوجته القائمة علي رعايته وبيته وأولاده. فلا يتذكرها بكلمة أو هدية يدخل بها السرور علي قلبها المنهك. وكذلك تنسي الزوجة أن معظم تعب وكدّ الزوج يتم خارج المنزل، فغالباً ما تستقبله عند عودته استقبالاً محفوفاً بالمشاكل أو الشكوي دون أدني التفات منها إلي أهمية إعطاؤه مساحة للاستراحة أولاً وأنها تكون بترك تلك المساحة له، قد أشعرته بتقديرها لتعبه ومجهوده.
4.طرق التواصل وطرق الخلاف الغير إيجابية. فلقد خلقنا الله ذكوراً وإناثاً وليس الذكر كالأنثي. فلكل نوع منهما طرق مختلفة في التعبير عن الحب والتعامل مع الضغط النفسي وكذلك إدراك الحياة اليومية والتحرك فيها. وانبعث هذا الاختلاف بسبب اختلاف الأدوار الحياتية التي يلعبها كل منّا. ولهذا، أنصح الأزواج بالبحث في تلك الاختلافات وكيفية تأثيرها علي الخلافات اليومية لدرجة أنها قد تساهم في بناء جدار عازل بين الزوجين – الثغرة التي يتسلل منها الخرس الزوجي والبعد العاطفي وقلة التواصل والخيانة الزوجية.