مرحبًا بك يا عزيزتي..
قلبي معك.
أتفهم موقفك، وأقدر مشاعرك، ولا حجر على المشاعر يا عزيزتي، فمن حقك الشعور بالغضب، مما حدث، فالخيانة حدث جلل لا محالة.
أعتب عليك نقص التفاصيل في رسالتك، فأنت لم تذكري شيئًا عن تفاصيل وطبيعة علاقتك مع زوجك، وعدد سنوات الزواج، وأعماركم وأطفالكم، وسمات شخصية زوجك، فهل هو رجل متعدد العلاقات، يعتذر فتسامحينه ويعود وهكذا بلا رجعة فهذا ميئوس منه، أم هو ليس هكذا، ووقع في الخطأ واعترف واعتذر، وندم، وأقلع وعاد إلى حياته معك مخلصًا، صادقًا، فلكل حالة من هؤلاء حل مختلف.
أما الأول فرجل متعدد العلاقات وهذا اضطراب نفسي يحتاج إلى تعافي على يد متخصص نفسي، وعندها لابد أن تتخذي اجراءً قويًا إذا رفض التعافي بتدخل كبار عائلتك، لضبط الحياة بينكم بحيث لا يضيع الأطفال ويلتزم تجاههم بالنفقة، سواء تم طلاق أو لا .
لاشك أنك ستحتاجين إلى الحكمة، والهدوء، وسياسة النفس الطويل، والصبر، والتغابي قليلًا، لإصلاح حياتك ما دمت غير قادرة على الطلاق.
لو أن زوجك توقف بالفعل يا عزيزتي، وليس من النوع الأول الميئوس من حالته، فاعط نفسك فرصتها لتغضب، وتحزن، بسبب ما حدث، وبعد تفريغ هذه الشحنة من المشاعر، افتحي صفحة جديدة في حياتك الزوجية معه، افعلي ما عليك وما في استطاعتك من تلطف، وتجديد في الحياة والعلاقة، وكوني دائمًا منه قريبة، محبة، متفهمة، ويقظة، بدون اتهام ولا عتاب ولا نقد، بل تواصل لطيف، مريح، مبهج، وحقيقي، ومشبع.
حدثيه عن مشاعرك، وحبك، وشعورك بالأمان معه، وحب طفلتيه له، ولا تدعي نفسك محرومة من اشباع احتياجات نفسية فالإهتمام يمكن طلبه، والعطاء، والتقدير، ولا تدعي زوجك أيضًا بلا اشباع لاحتياجاته النفسية، لابد أن تقتربا من بعضكم البعض بحق، لتتعرفا احتياجاتكم، ويتم الاشباع لكل منكم.
يمكنك المرور بسلام من المحنة إن أردت، ووجهت تفكيرك نحو تغيير استجاباتك، وطريقة تفكيرك، وتطوير نفسك، والخروج للدنيا الواسعة، وتوسيع دوائر معارفك، وعلاقاتك، وصداقاتك، وممارسة هواياتك، وتعلم حرفة أو شيء مفيد ولو عن طريق الانترنت وأنت جالسة في البيت، فالحياة الزوجية جزء من الحياة وليست "كل" الحياة. ولعل ما حدث يعلمك هذا، فانتبهي للإشارات، والعلامات، لتتعلمي من الألم، فهذه هي حكمته.
ولا بأس إن لم تستطيعي فعل هذا بمفردك أن تطلبي المساعدة النفسية المتخصصة من معالجة نفسية، تصحبك في رحلة التعافي من "صدمة" الخيانة، لتعودي لاستئناف حياة زوجية صحية ليست كما السابق.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.