تخيل عزيزي المسلم، إنك إذا أردت الوصول لأشياء عديدة، وتحقيق أمور كثيرة سواء في الدنيا أو الآخرة، عليك فقط بأمر واحد يجب أن تطيبه، والمعنى أن تحرص تمامًا ويقينًا على أنه حلال.. هذا الأمر هو (مطعمك)، أن يكون حلال، حينها تستطيع أن تصل لكل ما تريد، فتكن أغنى الناس ومستجاب الدعاء.
عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله تعالى أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا". الآية. وقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ.. ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك».
حتى يستجاب لك
و حتى تكون مستجاب الدعوة، وتصل إلى مرتبة الغنى والرضا من الله عز وجل، عليك بالحلال وفقط، وإياك وأكل الحرام مهما كانت لذته.
عن عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، قال: « تليت هذه الآية عند رسول الله صلى الله عليه وسلم: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّبًا ﴾ [ البقرة : 168 ] فقام سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه فقال: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني مستجاب الدعوة. فقال: يا سعد ، أطب مطعمك، تكن مستجاب الدعوة، والذي نفس محمد بيده إن العبد ليقذف بلقمة الحرام في جوفه فلا يقبل منه عمل أربعين يومًا، وأيما عبد نبت لحمه من السحت والربا، فالنار أولى به».. ورغم أن بعض العلماء ضعفوا هذا الحديث، إلا أنهم اتفقوا جميعًا على صحة ما به، من أن الرجل إذا أطاب مطعمه نال كل ما تمنى وبلغ أن استجاب له طل دعواته.
اقرأ أيضا:
تعرف على آخر وقت التكبير في عيد الأضحىالكسب الحلال
واعلم يقينًا أنه من علامة التوفيق في الدنيا أن يوفق العبد لكسب طيب حلال سواء كانت «وظيفة أو عمل أو تجارة» وغير ذلك، قال تعالى: « أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ » (الزخرف: 32).
إذن ليست العبرة بالعمل الكبير، وإنما بالعمل الشريف وإن كان صغيرًا في أعين الناس، فالعبرة باللقمة الحلال لا باللقمة الكبيرة الحرام فهذا أشرف خلق الله، سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم قد رعى الأغنام ثم سافر وتاجر بالمال من أجل الكسب الحلال الطيب ومن قبل ذلك الأنبياء عليهم الصلاة والسلام اجتهدوا في العمل ليكسبوا مالهم من حلال، فعاشوا أطهر وأنقى الناس.