بقلم |
محمد جمال حليم |
الثلاثاء 10 ديسمبر 2024 - 05:50 م
قد يعمل المسلم عملا يريد به وجه الله تعالى لكنه فى الوقت ذاته يرغب فى تحصيل أمور دنيوية. وهنا قد نظر العلماء لنا يقوم به العبد من أعمال فإن كانت خالصة لوجهه الكريم كان له بها مقولة وأجر وإن أراد بها غير الله كابتغاء الذكر وثناء الناس عليه وقع فى الرياء وهو نوع من الشرك ومن ثم حبط عمله ورد عليه.
عقوبة الرياء؛ ولا يتوقف الأمر هنا عند احباط العمل لكنه يتعداه للعقاب كونه أشرك بالله تعالى، ففى الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله تبارك وتعالى إذا كان يوم القيامة ينزل إلى العباد ليقضي بينهم وكل أمة جاثية فأول من يدعو به رجل جمع القرآن ورجل يقتل في سبيل الله ورجل كثير المال فيقول الله تبارك وتعالى للقارئ ألم أعلمك ما أنزلت على رسولي صلى الله عليه وسلم قال بلى يا رب قال فماذا عملت فيما علمت قال كنت أقوم به آناء الليل وآناء النهار فيقول الله تبارك وتعالى له كذبت وتقول له الملائكة كذبت ويقول الله بل أردت أن يقال فلان قارئ فقد قيل ذاك ويؤتى بصاحب المال فيقول الله له ألم أوسع عليك حتى لم أدعك تحتاج إلى أحد قال بلى يا رب قال فماذا عملت فيما آتيتك قال كنت أصل الرحم وأتصدق فيقول الله له كذبت وتقول الملائكة له كذبت ويقول الله بل إنما أردت أن يقال فلان جواد فقد قيل ذاك ويؤتى بالذي قتل في سبيل الله فيقال له في ماذا قتلت فيقول أمرت بالجهاد في سبيلك فقاتلت حتى قتلت فيقول الله له كذبت وتقول له الملائكة كذبت ويقول الله بل أردت أن يقال فلان جريء فقد قيل ذاك ثم ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ركبتي فقال يا أبا هريرة أولئك الثلاثة أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة.
إخلاص النية لله: ومن ثم يلزم على المسلم أن يستثمر كل أعماله ويجعلها خالصة لوجه الله تعالى ولا ينظر لرضا الناس عنه أو سخطهم.