مرحبًا بك يا عزيزتي..
لا أستطيع سوى تقدير مشاعرك، ولكن على الرغم من قساوة وألم هذه المشاعر إلا أن الحقيقة يا عزيزتي أننا كبشر نتغير.
نعم، نتغير!
تغيرنا الأسفار، والمواقف، والأحداث، والعلاقات، ما نصبح فيه من أفكار ومشاعر يختلف عما نمسي فيه، وتغيرنا حالاتنا الإجتماعية أيضًا وما يتبعها من تغير نسق ومنظومة عيش بأكملها، فحقيقي أن للمتزوجات "عالم"، وللأمهات "عالم"، وللمطلقات "عالم"، وللأرامل "عالم"، وللعازبات "عالم"، كما للرجال أيضًا باختلاف حالاتهم الإجتماعية عوالم مختلفة، هذه العوالم تتنافر في أجزاء منها، وتتقاطع في أخرى، والذكاء أن نتفاعل مع كل بما يليق.
لم تعد أي من صديقات عمرك كما هي، نعم، غيرّها الزواج، والانتقال من بيت لآخر، والارتباط في علاقة جديدة عليها كآنسة سابقًا، وما لهذا الزوج من عائلة، وعالم، فتغيرت أفكارها، وعلاقاتها، وارتباطاتها، واهتماماتها، ومشاعرها، كل شيء من الطبيعي أن يتغير.
ولا يعني هذا أنك لم تعودي صالحة للبقاء معها في علاقة صداقة، ولكن ما أعنيه أن شكل العلاقة وطبيعتها سيختلف، وسيمر هذا الاختلاف مرور الكرام لو تم من قبلك "قبول" لتغييرات صديقاتك المتزوجات، وتفهم لدواعي هذا التغيير، وأنك ستكونين يومًا ما مثلهن ويطرأ عليك التغييرات نفسها، وأنك ستودين حينها أن يتفهم من حولك هذا، ويقدره، ويتكيف ويتأقلم معه ليمر بسلام.
ستبقى لك مع صديقتك التي تزوجت نقاط وأجزاء في الحياة من الممكن التشارك فيها، والتعامل من خلالها، ولبعض الوقت، وستبقى نقاط أخرى خاصة بها ستنفرد بها مع غيرها من صديقاتها المتزوجات الجدد، كما أنك سيكون لك خصوصيتك مع عالمك من الفتيات المتفرغات لوسع الحياة وعدم التقيد بحياة مع زوج.
أرجو ألا تنظري لوضع صديقات الجديد بحساسية ما، تجعل بينك وبين "القبول" حواجز عالية، تكون سببًا حقيقيًا في تأزم العلاقة بينكم، بلا داع.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة