مرحبًا بك يا عزيزتي..
قلبي معك.
أقدر ما تمر به أختك من مرحلة خاصة جدًا، ينقلب فيها كيان المرأة جسدًا، ونفسًا.
مرحلة الحمل يا عزيزتي هي من أشد المراحل الضاغطة التي تمر بها النساء، تغييرات هرمونية، وتغييرات جسدية، وأخرى نفسية، مزاجية، وهذا كله طبيعي، وأضف إليه في وقتنا الحالي وجود وباء فيروسي "كوفيد 19"، وسماع أخبار الوفيات بشكل يومي ضاغط، ولا شك أن هذا كله يصنف في دائرة "الضغوط" مما يؤثر على الأفكار، والمشاعر، والتصرفات.
ما الحل إذًا؟
الحل أن تخلقي لأختك بيئة صحية خاصة بها يا عزيزتي، وطفلتها، وطلب مشاركة زوجها في هذا، فهذه الأسرة الصغيرة التي تنتظر عضوًا جديدًا ينضم إليها تحتاج إلى البقاء آمنة نفسيًا وجسديًا.
التعامل مع مثل هذه الأفكار يكون بالتشتيت، لا المقاومة، والعناية بالذات لتخفيف أثر الضغوط المؤثرة على الأفكار، وهذا لك ولها.
ولكل منكم لابد من الاهتمام بالنوم، أن يكون عميقًا وكافيًا ومن ساعات الليل، والطعام، أن يكون صحيًا في طريقه طبخه ومكوناته، وطازجًا، والتواصل مع من تحبون وترتاحون في صحبته، من الأهل، الأصدقاء، وفي العبادات بالتواصل مع الله، وكذلك التواصل مع الطبيعة بعيدًا عن الضوضاء والصخب، حدائق، شاطيء بحر، نهر، إلخ.
لابد أيضًا من الاهتمام برياضة خفيفة تمارسها أختك وأنت أيضًا، ولو المشي يوميًا لنصف ساعة، وممارسة تمارين الاسترخاء والتأمل والامتنان، وستجدين في هذا مادة غزيرة ودسمة عبر الانترنت، وممارسة هواية، واكتشاف شيء جديد يمكن تنفيذه أو تعلمه، واكتشاف ما يشعر بالاستمتاع والراحة والغرق فيه.
ومن نافلة القول، تجنب الأخبار السيئة ومتابعة كل ما يدور حولكم مما لا يعنيكم بشكل خاص.
ركزي مع نفسك وأختتك على ما يريحكم جسديًا ونفسيًا يا عزيزتي حتى ترحل عنكم كل المتاعب وتخف الضغوطات، وإن عجزت بمفردك عن فعل هذا كله أو فعلت ولم تشعري بتحسن، فلا تترددي في طلب المساعدة النفسية المتخصصة، ودمت بكل خير ووعي وسكينة.