مرحبًا بك يا عزيزتي..
قلبي معك.
من المؤسف ألا يشعر الإنسان بالأمان والإحتواء في بيته ووسط أسرته، المصدر الأول لإشباع الأمان والإستقرار والمسئول عن توفيره.
أقدر، وأتفهم مشاعر التهديد التي تعيشينها، ومشاعر الفقد لوالديك، وقلة الحيلة إزاء ما حدث معك .
أقدر ألمك واستنزاف طاقتك يا عزيزتي، وأتفهم هذا تمامًا.
ولأننا لا قدرة لنا على اختيار أسرنا ولا عائلاتنا ولا ظروفنا، وأقدارنا، ولا تغيير ما حدث لنا في الماضي، فلابد أن نفكر في حاضرنا، وقدرتنا على تغيير استجابتنا لما يحدث فيه.
لا أعرف تفاصيل عن بقية حياتك، فالصحي ألا تكون أسرتك هي "كل" حياتك، و"كل" علاقاتك، فهناك أفراد آخرين في "العائلة" أخوال وأعمام وأولادهم، وأصدقاء مثلًا وأسرهم وهنا من الممكن أن تجدي بدائل لهذه الأسرة التي ابتليت بها ولا تشبع احتياجاتك النفسية، فتتواصلي معهم.
وبالطبع لا أوافقك على كراهيتك لـ"كل" الرجال بسبب سمات شخصية قاسية وتصرفات غير مسئولة صدرت تجاهك من إخوتك الذكور، فليس "كل" الرجال هكذا، ومن الخطأ والخطر أن يسيطر هذا على أفكارك، ويجعلك ترفضين الزواج أو تستبعدين فكرته، أو ترينه مخلصًا أيضًا مما تعانين منه فيدفعك هذا لقبول عريس غير مناسب.
أقدر مشاعرك الغاضبة يا عزيزتي، ولا أدعوك أبدًا لكتمانها، أو إنكارها، بل عبري عنها، وأنقذي نفسك قبل فوات الأوان، فما ذكرته من أعراض تشير إلى وقوفك على حافة الإكتئاب، ذلك الوحش الكاسر الذي يلتهم النفس، ويقتل الحياة بعد الغرق في الألم.
لابد من طلب المساعدة من طبيب متخصص، فورًا، حتى لا تتفاقم أعراض الإكتئاب، خاصة وأن أخطر عرض وهو الأفكار الانتحارية قد ظهر لديك، ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
زوجتي طفلة كلما غضبت خاصمتني وذهبت لبيت أهلها.. ماذا أفعل؟اقرأ أيضا:
صديقتي تريد الانتحار وأهلها رافضون ذهابها إلى طبيب نفسي .. كيف أنقذها؟