شرعت التعزية بين الناس للتخفيف من شدة الألم، ولذلك أجر جبر الخواطر وقضاء حاجة الإنسان وذهاب الغم عنه من أعظم الأعمال، لذا ينبغي على كل عاقل أن يختار كلمات تعزيته، فربما كانت بلسما وذهبا لحزن قد يطول على آخرين.
عبارات من ذهب:
1-عزّى أبو بكر عمر رضي الله عنهما عن طفل أصيب به، فقال: عوضك الله منه ما عوضه منك.
2- وقال أحد التابعين : أتاني ابن جريج بمكة يعزيني عن بعض أهلي، فقال: إنه من لم يسل أهله إيمانا واحتسابا سلا كما تسلوا البهائم.
3- وكتب أحد المقربين إلى الخليفة المهدي يعزيه عن ابنته: أما بعد، فإن أحق من عرف حق الله فيما أخذ منه من عظم حق الله عليه فيما أبقى له.. واعلم أن الماضي قبلك هو الباقي بعدك، وأن أجر الصابرين فيما يصابون به أعظم عليهم من النعمة فيما يعافون منه.
4- وسقطت أسنان فم معاوية فشقّ ذلك عليه، فقال له أحد جلساؤه: والله يا أمير المؤمنين، ما بلغ أحد سنك إلا أبغض بعضه بعضا، ففوك أهون علينا من سمعك وبصرك.
5- وقال رجل لأحد أصحابه يعزيه: إن لم تكن مصيبتك أحدثت في نفسك موعظة فمصيبتك بنفسك أعظم.
6- وعزى رجل الأمير عبد الله بن طاهر عن ابنته فقال: أيها الأمير، مما تجزع؟ الموت أكرم نزال على الحرم.
7- وعزى رجل موسى بن المهدي عن ابن له فقال: كان لك من زينة الحياة الدنيا، وهو اليوم من الباقيات الصالحات.
8- وكتب ابن السماك الواعظ إلى الرشيد يعزيه بابن له: أما بعد، فإن استطعت أن يكون شكرك لله حين قبضه أكثر من شكرك له حين وهبه، فإنه حين قبضه أحرز لك هبته، ولو سلم لم تسلم من فتنته؛ أرأيت حزنك على ذهابه وتلهفك لفراقه! أرضيت الدار لنفسك فترضاها لابنك! أما هو فقد خلص من الكدر، وبقيت أنت معلقا بالخطر. واعلم أن المصيبة مصيبتان إن جزعت، وإنما هي واحدة إن صبرت، فلا تجمع الأمرين على نفسك.
9- وقال عمر بن عبد العزيز: إنما الجزع قبل المصيبة، فإذا وقعت فالهُ عما أصابك.
10- واشتكى بعض أهل محمد بن علي بن الحسين فجزع عليه، ثم أخبر بموته فسري عنه؛ فقيل له في ذلك، فقال: ندعو الله فيما نحب، فإذا وقع ما نكره لم نخالف الله فيما أحب.
اقرأ أيضا:
هل القلوب تصدأ .. وما الفرق بين "الران" و" الطبع" على القلب؟