أخبار

كيف تكون صادقًا مع الله ومع النفس ومع الآخرين؟.. تعرف على أهم الوسائل

نوادر الكذب .. ماذا تعرف عن كذاب أمير المؤمنين؟

كيف أمنع نفسي من الحسد والغيظ والغل من الأشخاص الناجحة والسعيدة؟.. د. عمرو خالد يجيب

المال الحرام يمحق البركة ويجلب الدمار .. وهذا هو الدليل

غلبني الشيطان ووقعت في الحرام مع خطيبي السابق وزوجي يضربني منذ تزوجته.. ماذا أفعل؟

دراسة: أطفال التلقيح الاصطناعي أكثر عرضة للإصابة بسرطان الدم

يعتمد على رجليه أو حائط عند النهوض للركعة الثانية هل يجوز؟

علامة في الأصابع تشير إلى 3 أمراض خطيرة

"الرحمة المهداة".. ماذا فعل النبي حين رأى الحسن والحسين من فوق المنبر؟

آداب زيارة الحبيب صلى الله عليه وسلم.. هذا ما يليق بك وأنت على عتبات أبوابه

هل نصنع المعروف مع أهله وغير أهله؟.. قصة وآية فيها الإجابة

بقلم | أنس محمد | الاحد 21 ابريل 2024 - 12:50 م


 تنتشر بين الناس بعض المعتقدات الخاطئة حول توجيه المعروف لأهله فقط، حيث يؤمن البعض أن صنع المعروف مع من لا يستحقه دائمًا ما يجلب الندم، وهو ما ينافي ما جاء به القرآن الكريم، في قصة الإفك، حينما طعن مسطح بن أثاثة في عرض أمنا السيدة عائشة، فكان ممن تكلم في الإفك، فلما أنزل الله براءة عائشة، قال أبو بكر الصديق - وكان ينفق على مسطح بن أثاثة لقرابته منه وفقره- والله لا أنفق على مسطح شيئًا أبدًا بعد الذي قال لعائشة ما قال، فأنزل الله عز وجل قوله: وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ[النور: 22] فقال أبو بكر الصديق: بلى والله إني لأحب أن يغفر الله لي، فرجع إلى مسطح النفقة التي كان ينفق عليه، وقال والله لا أنزعها منه أبدًا .

فصنع الخير، وبذل المعروف، وإسداءه للخلق، من أحبِّ الأعمال إلى الله عزَّ وجلَّ، ويقي به الله تعالى عبده من مصارع السُّوء في الدُّنيا.

فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: "صدقة السر تطفئ غضب الرب، وصلة الرحم تزيد في العمر، وفعل المعروف يقي مصارع السوء" .

إلا أن بعض القصص المشهورة عن العرب قديما، مازالت تتحكم في مشاعر الكثير من الناس، ومنها قصة وقعت مع أعرابي شهم، ويُضرب هذا المثل وهو من أكثر الأمثال الشعبية التي نرددها، حينما نجود بالمعروف والإحسان مع من لا يستحق الجود، فنكرم هذا، ونساعد ذاك، وهم في النهاية يمكرون لنا بقلب أسود، فيكون جزاء المعروف نكرانه ومقابلته بالإساءة.

ويُحكى أن جماعة من العرب خرجت للصيد، فعرضت لهم أنثى الضبع فطاردوها، وكان العرب يطلقون عليها أم عامر، وكان يومها الجو شديد الحر، فالتجأت الضبع إلى بيت رجل أعرابي، فلما رآها وجدها مجهدة من الحر الشديد، ورأى أنها استنجدت به مستجيرة، فخرج شاهراً سيفه، وسأل القوم: ما بالهم؟.

فقالوا: طريدتنا ونريدها، فقال الأعرابي الشهم الذي رقّ قلبه على الحيوان المفترس: إنها قد أصبحت في جواري، ولن تصلوا لها ما دام هذا السيف بيدي، فانصرف القوم، ونظر الأعرابي إلى أم عامر فوجدها جائعة، فحلب شاته، وقدّم لها الحليب، فشربت حتى ارتدّت لها العافية، وأصبحت في وافر الصحة.

وفي الليل نام الأعرابي مرتاح البال فرحاً بما فعل للضبع من إحسان، لكن أنثى الضبع بفطرتها المفترسة نظرت إليه وهو نائم، ثم انقضت عليه، وبقرت بطنه وشربت من دمه، وبعدها تركته وسارت.

وفي الصباح حينما أقبل ابن عم الأعرابي يطلبه، وجده مقتولاً، وعلم أن الفاعلة هي أم عامر أنثى الضبع، فاقتفى أثرها حتى وجدها، فرماها بسهم فأرداها قتيلة.

وقد أنشد أبياته المشهورة التي صارت مثلاً يردده الناس حتى وقتنا هذا:

ومنْ يصنع المعروفَ في غير أهله ِ **** يلاقي الذي لاقـَى مجيرُ امِّ عامر ِ

أدام لها حين استجارت بقـــــــربهِ **** طعاماً وألبان اللـــقاح الدرائـــــــر ِ

وسمـَّـنها حتى إذا مـــــا تكاملــــتْ **** فـَـرَتـْهُ بأنيابٍ لها وأظافــــــــــر

فقلْ لذوي المعروفِ هذا جزاء منْ **** بدا يصنعُ المعروفَ في غير شــاكر ِ

اقرأ أيضا:

شباب بني إسرائيل.. عاص تشفع له الجبال.. وآخر يصلي على جنازته موسى

افعلوا الخير لعلكم تفلحون



أي مسلم يعيش في الدنيا يبحث عن طريق الأمن والأمان والحفظ من البلاء، وليس له في ذلك بعد الله مخرج، وقد أمر ربنا جل وعلا بفعل الخير، وبذل المعروف، في كثير من آيات كتابه، ومن ذلك قوله -تعالى-: (وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [الحج:77]، وقال أيضاً: (وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [البقرة:195].

وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالخير والمعروف، لننال بفضل الله تعالى أثره في حياتنا، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "صنائع المعروف تقي مصارع السُّوء".

فصنائع المعروف وبذل الخير للناس طريق النجاة والخلاص من مصارع السوء، فكم من مسلم نجاه الله من مواقف عصيبة، وشداد كئيبة، بسبب فعله للخير، وكم من مسلم حفظ الله عليه ماله من الضياع والسرقة والتلف بسبب إحسانه، وكم من مسلم كشف الله عنه ضره، وعافاه من مرضه بسبب معروفه للناس، وكم من مسلم حفظ الله عليه أولاده وأهله من المهلكات بسبب نفعه للناس.


 وعن ابن عمر أن رجلاً جاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، أي الناس أحب إلى الله؟ وأي الأعمال أحب إلى الله؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أحب الناس إلى الله -عز وجل- أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه ديناً، أو تطرد عنه جوعاً، ولأن أمشي مع أخ لي في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد شهراً".


الكلمات المفتاحية

وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ اصنع المعروف مع أهله وغير أهله؟ فعل المعروف يقي مصارع السوء

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled تنتشر بين الناس بعض المعتقدات الخاطئة حول توجيه المعروف لأهله فقط، حيث يؤمن البعض أن صنع المعروف مع من لا يستحقه دائمًا ما يجلب الندم، وهو ما ينافي م