هل تشعر بالاشتياق إلى ربك؟.. للأسف قد يرد كثيرين بأنهم يشتاقون إلى الله بالموت، وبالتأكيد هي الوسيلة التي توصل الإنسان لملاقاة ربه، خصوصًا إن كان من أهل الجنة، -ونسأل الله جميعًا أن نكون منهم-، إلا أن الاشتياق من الممكن أن يكون في الدنيا، أوتدري كيف؟.
عليك أن تعي جيدًا أنه من تعرف على الله أشرق قلبه بالشوق إليه، ومن فقد اللهفة عليه، فلضعف معرفة القلب به سبحانه لذلك.. لذلك علينا أن نعلم أن "حبنا لمولانا سبحانه دومًا يزيد لأننا بعد كل تعرف لم نكن نعرفه ينادي علينا ما بعده : «لَهُم مَّا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ» (ق 35)»، فكيف به سبحانه يجهز لنا (المزيد) وهو رؤيته سبحانه بالعين في الجنة، كما يبين الكثير من العلماء، ونحن في الدنيا لا نشتاق إليه؟!.
الشوق إلى الله
لكن كيف يكون الشوق إلى الله عز وجل، فالشوق إلى الله تعالى ينبع من المحبة، لأن محبة الله إذا تمكنت من القلب ظهرت آثارها على الجوارح من الجد والاهتمام في طاعته والنشاط لخدمته، والحرص على مرضاته والتلذذ بمناجاته، والرضا بقضائه، والشوق إلى لقائه والأنس بذكره، والاستيحاش من غيره، والفرار من الناس، والانفراد في الخلوات، وخروج الدنيا من القلب، ومحبة كل من يحبه الله وإيثاره على كل من سواه.
كل هذه أمور تجعل من الإنسان في حالة شوق إلى الله عز وجل طوال الوقت، وهذا الاشتياق يؤججه القرب من المصحف، وقراءة القرآن، بينما يطفئه البعد عن طريق الله عز وجل، ونسيان المصحف والقرآن، ونسيان المعاملات الطيبة مع الناس، فضلا عن نسيان الصلاة ذاتها، وكم منا يضيع صلاته لأسباب واهية!.
اقرأ أيضا:
أعظم وصية نبوية..وسيلة سهلة لدخول الجنةدعاء الشوق إلى الله
أما بالنسبة للشوق إلى الله عز وجل بالعين والقلب، فقد جمع النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، بين هذين الأمرين في الدعاء الذي رواه النسائي، من حديث عمار بن ياسر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يدعو به: «اللهم بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق، أحْيِني. ما علمت الحياة خيرًا لي، وتوفّني إذا كانت الوفاة خيرًا لي، وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وأسألك كلمة الحق في الغضب والرضا، وأسألك القصد في الفقر والغنى، وأسألك نعيمًا لا ينفَد، وأسألك قُرّة عين لا تنقطع، وأسألك الرضا بعد القضاء، وأسألك برْد العيش بعد الموت، وأسألك لذة النظر إلى وجهك، والشوقَ إلى لقائك، في غير ضَرّاءَ مُضِرّة، ولا فتنة مُضلة، اللهم زَيِّنَّا بزينة الإيمان، واجعلنا هُداةً مهتدين».
فجمع في هذا الدعاء العظيم القدر بين أطيب شيء في الدنيا وهو الشوق إلى لقائه سبحانه، وأطيب شيء في الآخرة وهو النظر إلى وجهه سبحانه.