مرحبًا بك يا عزيزتي..
قلبي معك.
لا شك أن إعالة الأم لأطفالها وتحملها مسئوليات هي في الأصل من مهام الرجال، أمر شاق وصعب للغاية، أضف لهذا أن
الهرولة وتزاحم المشغوليات وتسارع الوقت والتطورات وملاحقة كل شيء حد اللهاث، هي من سمات عصرنا بكل أسف.
ولاشك أن نمط الحياة هذا مهلك، وغير صحي، فلنفسك عليك حقًا، وما لم تعطيها ما تستحقه، لن تصمد معك طويلًا، فالسقوط، والانهيار الذي تخشينه أنت محقة فيه، ومن حقك الخوف من هذه النتيجة المرعبة.
لاشيء يا عزيزتي كالطبيعة والسكون للحصول على سلامك الداخلي.
فهذه الصراعات الداخلية، وكثرة التفكير، والضغوط، والمتاعب النفسية، حلها أن تشعري بـ "السلام الداخلي"، وكلما كنت طبيعية، متجردة، مبتعدة عن المشوشات، كالهاتف، والكمبيوتر، وكل الشاشات الزرقاء، مقتربة مما يشبه خلقتك، ستكونين مستريحة.
لذا، خصصي يوم إجازتك الأسبوعية للخروج إلى الطبيعة أو اجلبيها إلى بيتك ومكتبك، أو افعلي الأثنين، لابأس من جلب النباتات للبيت والمكتب.
لابد من ملامسة الأعشاب الخضراء، والأشجار، والنظر إلى السماء، والإحساس بحركة الهواء، والاستمتاع بالغروب والشروق، والاستمتاع بصوت العصافير، سواء خصصت وقتًا في نهاية عطلتك الأسبوعية لهذا الأمر، كما اقترحت عليك، أو مارسته يوميًا في الطريق للعمل ذهابًا وإيابًا.
ومن رعايتك لذاتك أيضًا يا عزيزتي أن تخصصي وقتًا للسكون، اقضي فترات قصيرة في" الصمت"، ثم الوصول بها تدريجيًا لفترات أطول سيساعدك كثيرًا على ممارسة التأمل أحد أهم الممارسات التحويلية لرعاية النفس والعقل.
أما تناولك لوجبة واحدة في اليوم كما ذكرت فهو من أخطر ما يكون، فأنت تقضين فترات النهار الطويلة وهي فترات الحرق خالية البطن ثم تتاونلين فجأة وجبة رئيسة وربما دسمة، وغالبًا تنامين بعدها مباشرة من التعب، وهذه كلها ممارسات تغذوية غير سحية بالمرة، ستلقي بظلال بئيسة على صحتك إن آجلًا أو عاجلًا، ولابد من التخلص من هذه العادة فورًا، فالحرص علبى تناول وجبة الإفطار هو أهم بند في خطتك لرعاية جسدك تغذويًا، واحملي معك مكسرات، وقطعة فاكهة كالتفاح مثلًا، وقطع من الخضروات كالخيار، والجزر، والخس، والطماطم، لتناولها في خلال فترات الراحة أثناء العمل، وعدم الاكتفاء بتناول الشاي والقهوة والمشروبات الساخنة والباردة.
لبدنك حتى يصمد معك يا عزيزتي حقوق هي التغذية الصحية والرياضة والنوم، فلا تحرميه منها.
فإبدأي الآن ولا تؤجلي الأمر، ابدأي وفق ظروفك وامكانياتك المادية والجسدية وسمات شخصيتك، وما تحبه، وما يتوافر لديك في بلدك من مظاهر الطبيعة، سواء كانت مساحات خضراء، أو مائية، أو صحراوية، إلخ، فالتواصل مع النفس، والمكث وسط الطبيعة، وتحقيق السلام الداخلي هو مخرجك، وسعادتك، وقاربك للصمود وسط أمواج الحياة الهائجة.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.