عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا مَا لَمْ تُغْشَ الْكِبَائِر " .
وقال النبي فيما يرويه عن ربه: "يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعًا فاستغفروني أغفر لكم"، فالاستغفار هو طلب الرحمة والعفو من الرحمن الرحيم.. من غافر الذنب وقابل التوب؟!، ويوم الجمعة هو فرصة لتجديد نية المسلم وتكفير الذنوب التي اقترفها طوال أسبوع كامل.
وسمى الله نفسه بالغفار ومعنى " الغفار" بحسب ما قاله ابن الأثير: "في معنى أسماء الله تعالى الغَفّار والغَفور، أي الساتر لذنوب عباده وعُيوبهم، المُتجاوِز عن خطاياهم وذنوبهم، وأصل الغَـفْـر التغطية، يقال: غفر الله لك غفرًا وغفرانًا ومغفرة، والمغفرة إلباس الله تعالى العفو للمُذنبين".
وقال ذو النون المصري: الاستغفار جامع لِمَعانٍ وهي كالتالي:
أولهما: الندم على ما مضى
الثاني: العزم على الترك
والثالث: أداء ما ضيعت من فرض الله
الرابع: رد المظالم في الأموال والأعراض والمصالحة عليها
الخامس: إذابة كل لحم ودم نبت على الحرام
السادس: إذاقة ألم الطاعة كما وجدت حلاوة المعصية
اقرأ أيضا:
أذكار وتسابيح كان يداوم عليها النبي كل صباحاستغفار الأنبياء
وجاء الاستغفار على لسان نبينا محمد "صلى الله عليه وسلم" في القرآن الكريم: ( فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوه )- .(وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ)
وعلى لسان هود عليه السلام: (وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ)
وجاء على لسان صالح عليه السلام: (يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ)
وعلى لسان شعيب عليه السلام (وَاسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ)
وبالاستغفار تزداد الأرزاق، ويُستكثر من المال والولد، وتُستمطر الرّحمات، فقد قال جل جلاله على لسان نوح عليه السلام : (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا)
وقال أبوسعيد الخدري رضي الله عنه، بلغنا أن داوود عليه السلام سأل جبريل عليه السلام فقال: يا جبريل أي الليل أفضل؟ فقال: يا داوود ما أدري إلا أن العرش يهتز في السحر، وقد أثنى الله تعالى على عباده المستغفرين بالأسحار فقال "الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار".
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله "صلى الله عليه وسلم" قال: "يتنزّل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني .فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له".
وروى ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي "صلى الله عليه وسلم" سئل: لم أخّر يعقوب عليه السلام بنيه في الاستغفار؟ قال: أخرهم إلى السحر؛ لأن دعاء السحر مستجاب".
وروى أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "أمرنا رسول الله "صلى الله عليه وسلم" أن نستغفر بالأسحار سبعين استغفارة-خاصة في ليلة الجمعة".