الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها أخذها ولا يبالي من أي وعاء خرجت، ولذلك حرصت العرب على حفظ الحكمة وتناقلها وتدوينها والاعتزاز بها.
يقول الوالي الأموي نصر بن سيار : كل شيء يبدو صغيرا ثم يكبر, إلا المصيبة فإنها تبدو كبيرة ثم تصغر.. وكل شيء إذا كثر رخص, إلا الأدب فإنه إذا كثر غلا.
من حكم الإسكندر:
-قال الإسكندر: لا تستخفنّ بالرأي الجليل يأتيك به الرجل الحقير, فإن الدرة الرائعة لا تستهان لهوان غائصها.
- وقيل له وهو عازم على حرب ملك الفرس "دارا الأكبر": إن دارا في ثمانين ألفا.. فقال: إن القصاب- الجزار- لا يهوله كثرة الغنم.
- ولاموه على مباشرة الحرب بنفسه، فقال: ليس من العدل أن يقاتل عني ولا أقاتل عن نفسي.
- وقيل له: ما بال تعظيمك لمؤدبك أكثر من تعظيمك لأبيك؟ فقال: إن أبي سبب الحياة الفانية, ومؤدبي سبب الحياة الباقية.
- وقال: اتقوا صولة الكريم إذا جاع. واللئيم إذا شبع.
اقرأ أيضا:
هل القلوب تصدأ .. وما الفرق بين "الران" و" الطبع" على القلب؟من حكم البرامكة:
-قيل لبعضهم: أتحب أن تخبر بعيوبك.. فقال: أما من ناصح فنعم. وأما من موبخ فلا.
- وقال جد البرامكة خالد بن برمك : التعزية بعد ثلاث تجديد للمصيبة, والتهنئة بعد ثلاث استخفاف بالمودة.
- وقال ابنه الوزير يحيى بن خالد: إذا أحببت إنسانا بغير سبب, فارج خيره, وإذا أبغضت إنسانا بغير سبب فتوق شره.
- وقال: خير الناس حالا في النعمة من استدام نعيمها بالشكر, واسترجع نافرها بالصبر.
- وقال: رأيت السارق ينزع, وشارب الخمر يقلع.. وصاحب الفواحش يرجع.. ولم أر كاذبا قط صار صادقا.
- وقال له رجل: إن أمنت الدهر أن يرفعني إلى مرتبتك, فلا تأمنه أن يحطك إلى منزلتي، فارتاع يحيى من قوله وقضى حاجته.
- وقال جعفر لابنه: شر المال ما لزمك الإثم في كسبه, وحرمت الأجر في إنفاقه.
- وقال بعض ملوك الهند: المسيء لا يظن بالناس إلا سوءا, لأنه يراهم بعين طبعه.
- وقال: ينبغي للعاقل إذا أصبح, أن ينظر إلى وجهه في المرآة, فإن رآه حسنا لم يشنه بقبيح.. وإن رآه قبيحا, لم يجمع بين قبيحين.