قيل للإمام سفيان بن عيينة قد استنبطت من القرآن كل شيء فأين المروءة فيه؟، فقال في قولة تعالي " خذ العفو وأمر بالمعروف وأعرض عن الجاهلين ".. ففيه المروءة وحسن الأدب ومكارم الأخلاق.

فوائد:

-جمع في قوله " خذ العفو " صلة القاطعين والعفو عن المذنبين والرفق بالمؤمنين وغير ذلك من أخلاق المطيعين.
- ودخل في قوله :" وأمر بالمعرف ".. صلة الأرحام وتقوى الله في الحلال والحرام وغض الأبصار والاستعداد لدار القرار.
- ودخل في قول : "وأعرض عن الجاهلين الحض على التخلق بالحلم والإعراض عن أهل الظلم والتنزه عن منازعة السفهاء ومساواة الجهلة والأغبياء".. وغير ذلك من الأخلاق الحميدة والأفعال الرشيدة.
- وقال الله تعالى " وابتغ فيما أتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض".. وفيها عين المروءة وحقيقتها.
1- وقيل لبعض الحكماء ما المروءة : قال طهارة البدن والفعل والحسن.
2- وقال بعضهم : من سلك المروءة سبيلا ، أصاب إلى كل خير دليلا.
3- وسئل بعضهم أي الحلال اجمع للخير وأبعد من الشر وأحمد للعقبى فقال: الجنوح إلى التقوى والتحيز إلى فئة المروءة.
4- وقال بعض العلماء : اتق مصارع الدنيا بالتمسك بحبل المروءة واتق مصارع الآخرة بالتعلق بحبل التقوى تفز بخير الدارين وتحل ارفع المنزلتين.
5- وقال بعض الحكماء : المروءة سجية جبلت عليها النفوس الزكية وشيم طبعت عليها الهمم العلية وضعفت عنها الطبائع الدنية.

اقرأ أيضا:

الشيخ محمد رفعت.. "قيثارة السماء" (نموذج فريد في الزهد وعفة النفس)

واجبات وآداب:

للمروءة وجوب وآداب لا يحصرها عدد ولا حساب، وقلما اجتمعت شروطها قط في الإنسان ولا اكتملت وجوهها فى بشر فإن كان ففي الأنبياء وصلوات الله عليهم دون سائرهم.
 وأما الناس فعلى مراتب بقدر ما أحرز كل واحد منهم من خصالها واحتوى عليه من خلالها.
 -قال بعض الحكماء :لا تفارق الصبر فتعظم عليك البلوى ولا المروءة فتشمت بك الأعداء.
- وقال كسرى "بهرام بن بهرام": المروءة اسم جامع للمحاسن كلها.
- وكان الوير يحيى بن خالد يقول: المروءة سعة المنزلة وكثر الخدم ووطاءة الفراش وطيب الرائحة والإحسان إلى الحاشية والإفضال على الإخوان.